-

فضل يوم عاشوراء وأحكامه

فضل يوم عاشوراء وأحكامه
(اخر تعديل 2025-07-05 03:33:28 )

فضل يوم عاشوراء وأحكامه

تعتبر دار الإفتاء يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، بمثابة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والتوبة. يوافق هذا العام يوم السبت 5 يوليو، وقد أكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صيام هذا اليوم يكفر ذنوب السنة التي قبله. فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ» (رواه مسلم).

أحكام الصيام في يوم عاشوراء

أوضحت دار الإفتاء أن بعض الممارسات التي يقوم بها بعض الناس في هذا اليوم، مثل ضرب الجسد وإسالة الدم، بحجة إحياء ذكرى استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه، هي بدع لا تجوز. كما أنه يجوز شرعًا صيام يوم عاشوراء منفردًا، ولكن يُستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، كما يُفضل صوم الحادي عشر مع يوم عاشوراء لمن لم يصم يوم التاسع.

التوسعة على الأهل

يستحب أيضًا التوسعة على الأهل في هذا اليوم، حيث ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» وهو حديث له فضل عظيم، يؤكد على أهمية هذا اليوم في حياة المسلم.

التاريخ والمعاني الروحية

يوم عاشوراء ليس مجرد يوم عادي، بل يحمل في طياته ذكرى عظيمة، حيث يوافق اليوم الذي نجى فيه الله نبيه موسى عليه السلام من بطش فرعون. وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أنه أحق بموسى من غيره. لذا، يجب على المسلمين أن يستعدوا لهذا اليوم بالنية الخالصة والتوبة، وأن يستثمروا فيه أفضل ما يمكن من الأعمال الصالحة.

كيف نستعد ليوم عاشوراء؟

للاستفادة القصوى من هذا اليوم، يُنصح بالتالي:

  • تجديد النية والتوبة الصادقة إلى الله.
  • صيام اليوم بنية خالصة لوجه الله.
  • الإكثار من الدعاء والاستغفار.
  • مساعدة المحتاجين والتصدق ولو بالقليل.
  • تعليم الأبناء والأهل فضل هذا اليوم وسنّته.

الخاتمة

لا يمكن الحديث عن يوم عاشوراء دون الإشارة إلى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء، لكن يجب التفريق بين فضل صيام عاشوراء والممارسات البدعية التي قد تحدث. إن صيام هذا اليوم فرصة لتجديد العلاقة مع الله والتوبة، فهو يكفر ذنوب سنة كاملة، لكن لا يغني عن التوبة الفعلية وأداء الفرائض. فلنجعل من يوم عاشوراء بداية جديدة وعامًا مليئًا بالطاعة والخير.
المشردون الحلقة 29