دور المرأة الجنوبية في النضال والمجتمع

المشهد الجنوبي: المرأة شريك أساسي في البناء

تُعتبر المرأة الجنوبية جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، فهي ليست مجرد ركيزة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بل هي العمود الفقري للنضال الوطني. لقد أثبتت المرأة الجنوبية على مر العصور أنها قادرة على مواجهة التحديات، سواء في ساحات المعارك أو في ميادين العمل، ووقفت دائمًا في الصفوف الأمامية خلال الأزمات والمواقف الإنسانية.

المرأة الجنوبية في مواجهة التحديات

مع ازدياد التدهور الاقتصادي وتفاقم الأزمات الخدمية التي يتعرض لها شعب الجنوب بسبب الاحتلال، وجدت المرأة الجنوبية نفسها في صراع يومي مع واقع قاسٍ يهدد كيانها وكرامتها. هذه الظروف القاسية تفرض عليها تحديات كبيرة، لكنها تبقى مصممة على المطالبة بحياة آمنة ومستقرة في وطنها الجريح الذي يتوق إلى الحرية والاستقلال.

وقفة احتجاجية نسوية في ساحة العروض

في ساحة العروض بالعاصمة عدن، شهدت النساء الجنوبيات وقفة احتجاجية تعبيرًا عن غضبهن، حيث دعت ناشطات وحقوقيات إلى تحسين خدمات الكهرباء والمياه، واتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ العملة المحلية. وقد حملت المشاركات لافتات تندد بانهيار الخدمات الأساسية، مشيرات إلى أن استمرار الأزمات المالية والخدمية يزيد من معاناة الأسر في العاصمة عدن.

إجراءات ملموسة مطلوبة

كانت الرسالة التي أرسلتها النساء واضحة: ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة من قبل الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي. هناك حاجة ملحة لتبني حلول مستدامة لضمان توفر الكهرباء والمياه، ومواجهة الانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية. كما تم دعوة كل مكونات المجتمع للانضمام إلى هذه الحركات المدنية السلمية.

التأكيد على الهوية الجنوبية

رغم محاولات قوى أخرى لتحويل الوقفة الاحتجاجية من مطالب حقوقية مشروعة إلى اتهامات ضد المجلس الانتقالي، أكدت نساء العاصمة عدن وقوفهن خلف المجلس ورفعن أعلام الجنوب، معبرات عن هويتهن الجنوبية الثابتة. لقد أثبتن أنهن لن يتخلين عن مسارهن نحو الحرية والاستقلال.

آراء حول الوقفة النسوية

توالت ردود الأفعال من الكتاب والناشطين والسياسيين الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أشار اللواء أحمد بن بريك، القيادي بالمجلس الانتقالي، إلى أن المرأة العدنية الحرة تمثل رمزًا للنضال والصمود، فقد كانت دائمًا في قلب المعركة، مُثيرةً للأمل، وقدمت تضحيات كبيرة في سبيل الوطن.

كما أعرب الأستاذ فضل الجعدي عن استغرابه من محاولات استغلال الأحداث لمهاجمة المجلس الانتقالي، مؤكدًا أن المجلس يعمل ضمن الأطر الحاكمة للمرحلة.

وفي منشور له على فيسبوك، أكد الأستاذ مؤمن السقاف أن استهداف نساء عدن أمر مرفوض، مشيرًا إلى دورهن المحوري في النضال والحراك السلمي. وأكد أن مطالبهن مشروعة وعادلة، وأنهن خطوط حمراء لا يجوز المساس بها.

صرخة نساء عدن

تحدثت فردوس العلمي قائلة: "اهتزت أركان ساحة العروض بأصوات النساء، يصرخن بصوت واحد: وااااخدمات!"، مشيرةً إلى أن صوت المرأة لم يعد عورة، بل هو نداء للعدالة. وتساءلت، هل ستجد صرختهم من يستجيب لها؟

وأضافت ضياء الهاشمي: "نحن كنساء عدنيات جنوبيات خرجنا مطالبات بالحقوق، وسنظل مرفوعات عاليًا بإذن الله".
شراب التوت الحلقة 101

وفي مقالها، أكدت الكاتبة روعة جمال حق كل فرد في التعبير عن رأيه، مشيرة إلى أهمية رفع علم الجنوب في أي محفل، حيث إنه رمز الوطن والحرية.

ختام

تجسد هذه الوقفة النسوية قوة المرأة الجنوبية وعزيمتها في مواجهة التحديات، وتؤكد أن صوتهن يجب أن يُسمع، وأن مطالبهن للحقوق والخدمات الأساسية هي مطالب مشروعة تستحق الدعم والتأييد.