المؤتمر الصحفي للمجلس الانتقالي في عدن

المؤتمر الصحفي للمجلس الانتقالي في عدن
في ظل تصاعد حدة الغليان الشعبي والأزمات المتتالية التي تشهدها العاصمة عدن، يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي لعقد مؤتمر صحفي حاسم. يُنتظر من هذا المؤتمر أن يُحدث تغييرات جذرية في مسار الوضع السياسي، حيث تشير الدلائل إلى إمكانية تصعيد يتجاوز حدود التصريحات الإعلامية.
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي، وعضو هيئة الرئاسة علي الكثيري، عن تنظيم مؤتمر صحفي سيعقده وزراء المجلس خلال الأيام القليلة المقبلة. يُتوقع أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول، حيث يهدف إلى "وضع النقاط على الحروف" و"كشف الصورة الحقيقية للأحداث الجارية في كواليس السلطة"، وفقًا لتصريحات قيادات المجلس.
يأتي هذا التحرك بتوجيه مباشر من الزُبيدي، مع عودة وزراء المجلس إلى العاصمة عدن، مما يثير تساؤلات حول الرسائل التي يحملها هذا التوقيت الحساس.
يتزامن هذا الإعلان مع أزمة معيشية خانقة، تتجلى في تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى انهيار قيمة العملة المحلية والتأخر في صرف الرواتب. في ظل هذا الانهيار المتسارع، يزداد الضغط الشعبي والانتقادات الحادة تجاه أداء الحكومة.
وفقًا للكثيري، فإن المؤتمر سيشدد على تحميل المسؤولية بشكل مباشر لرئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، متهمًا إياهما بالتسبب في ما يُعرف بـ "الانهيار الممنهج" في العاصمة عدن والمناطق المحررة.
تحول نوعي في خطاب المجلس الانتقالي
يحمل إعلان المؤتمر دلالات تحول واضحة في خطاب الانتقالي الجنوبي، حيث تشير التصريحات إلى نفاد صبر المجلس حيال "سياسات التهميش والتجاهل"، التي يتهم بها أطراف نافذة داخل الحكومة.
يعتبر المراقبون أن هذا التصعيد الإعلامي يعكس نية المجلس الانتقالي في كشف "ألاعيب مراكز النفوذ" و"نهج الإقصاء المتعمد"، وقد يُعد تمهيدًا لتحركات أكثر حدة في المستقبل القريب.
التوقيت يحمل دلالات استراتيجية
إن اختيار هذا التوقيت لعقد المؤتمر ليس اعتباطيًا، بل يحمل في طياته رسائل سياسية ضاغطة، خاصة بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية في عدن وفشل الحكومة في تقديم حلول ملموسة منذ تشكيلها.
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 24
قد يمنح هذا التوقيت المؤتمر زخمًا شعبيًا كبيرًا، مما يُتيح للمجلس الانتقالي إعادة صياغة خطابه السياسي ورفع سقف مطالبه، بل وربما التلويح بخيارات أكثر جرأة إذا ما استمر الانسداد السياسي.
هل يمهّد المؤتمر لإعادة تموضع سياسي؟
يرى العديد من المحللين أن المجلس الانتقالي قد يكون في صدد اختبار مرحلة جديدة من إعادة التموضع السياسي، مما قد يؤدي إلى تغيير في شكل مشاركته بالحكومة أو حتى تقديم خطاب إنذاري يتضمن مهلة زمنية محددة لمعالجة الأوضاع.
يُتوقع أن يحمل المؤتمر لغة تصعيدية، تتراوح بين كشف المستور وتحميل المسؤوليات، وقد تصل إلى احتمالات اتخاذ خطوات ميدانية أو تنظيمية لاحقة.
السيناريوهات المتوقعة بعد المؤتمر
السيناريوهات المطروحة لما بعد المؤتمر تتفاوت في درجة حدّتها، وأبرزها:
- سيناريو المواجهة الناعمة: حيث يكتفي المجلس بكشف الحقائق أمام الرأي العام، فيعتمد على الضغط الشعبي والإعلامي دون اتخاذ خطوات تنفيذية فورية.
- سيناريو التصعيد السياسي: قد يشمل تعليق مشاركة وزراء الانتقالي في الحكومة أو رفع خطاب الاستقلال إلى مستوى جديد.
- سيناريو التدويل: يتمثل في توجيه خطاب إلى المجتمع الدولي، لتوضيح "فشل الحكومة في إدارة الملف الجنوبي"، مما يفتح المجال أمام تدخلات إقليمية أو دولية جديدة.
يبدو أن الجنوب يستعد لدخول مرحلة جديدة من الحراك السياسي، تقودها قيادات المجلس الانتقالي تحت ضغط شعبي متزايد، في ظل مشهد حكومي يتداعى تحت ثقل الأزمات.
انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا.