تأثير نشر قوات الجيش الأمريكي على المجتمع

نشر قوات الجيش الأمريكي وتأثيره على العلاقات الاجتماعية
في تحليلها للأوضاع الحالية، رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن قرار نشر قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في مدينة لوس أنجلوس، لمواجهة الاحتجاجات المناهضة لسياسة الرئيس دونالد ترامب في مجال الهجرة، يحمل في طياته تبعات قانونية وأخلاقية خطيرة. حيث اعتبرت المجلة أن هذا الإجراء لا يهدد فقط القوانين السارية، بل يمكن أن يضر بالعلاقة التي تربط بين الشعب الأمريكي وجيشه.
الانكسار الحلقة 76
الأسباب وراء حب الأمريكيين للجيش
تعتبر المجلة أن أحد الأسباب الرئيسية وراء حب الشعب الأمريكي لجيشه هو عدم شعورهم بالخوف منه. على مر القرنين الماضيين، كانت هناك حالة من الحذر في استخدام الجيش من قبل الرؤساء الأمريكيين، حيث تم استخدامه بشكل قانوني ونادر. وهذا يتطلب من الكونغرس العمل على الحفاظ على ثقة الشعب في الرئيس والجيش معًا.
قانون "بوس كوميتاتوس" وحدود استخدام الجيش
منذ عام 1878، تم حظر استخدام القوات العسكرية الأمريكية في حفظ الأمن الداخلي، وذلك وفقًا لقانون "بوس كوميتاتوس". هذا القانون يقيد استخدام الجيش في تطبيق القوانين المحلية، حيث لا يمكن اللجوء إليه إلا في حالات خاصة يصرح بها الكونغرس أو عندما يعلن الرئيس بشكل رسمي عن حالة غزو أو تمرد. ومع ذلك، يمكن استخدام قوات الحرس الوطني في حفظ الأمن الداخلي بموجب سلطات الحكام أو بموافقة الكونغرس، مما يبرز أهمية القوانين التي تحكم استخدام القوة العسكرية.
أمثلة تاريخية على استخدام القوة العسكرية
لقد استخدم الرئيس دوايت أيزنهاور هذه السلطة في عام 1957 في ولاية أركنساس، عندما نشر قوات لحماية الطلاب السود في أعقاب قرار المحكمة العليا. كما استخدم الرئيسان جون ف. كينيدي وليندون ب. جونسون هذه السلطة لحماية نشطاء الحقوق المدنية. هذه الأمثلة التاريخية تؤكد على أهمية استخدام القوة العسكرية بحذر ومسؤولية.
التبعات السياسية لقرارات ترامب
تعتبر "فورين بوليسي" أن الرئيس ترامب، بخلاف سلفه جورج واشنطن، لم يثبت سلطته بشكل واضح حتى الآن. حيث تتجنب وزارة الدفاع (البنتاجون) توضيح الأساس القانوني لعمليات نشر القوات، مما يثير القلق حول كيفية فهم هذه العمليات. وقد أشار البيت الأبيض إلى أنهم يسعون لتفسير جديد لمادة في الدستور، مما يزيد من تعقيد الأمور.
دعوات للحد من استخدام القوة العسكرية
تشدد المجلة على أن الكونغرس يجب أن يتحرك الآن لزيادة الضغط على الرئيس لتقييد تحركاته المتعلقة بنشر القوات، وضمان عدم استخدام الجيش في ضبط الاحتجاجات. حيث أن نشر القوات النظامية له آثار سلبية على الروح المعنوية ويؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الشعب الأمريكي وجيشه.
ختام
في ضوء هذه التحليلات، من الضروري أن يعيد ترامب النظر في استخدام القوات النظامية لمواجهة الاحتجاجات، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى تآكل الثقة بين الشعب والجيش، مما قد تكون له عواقب وخيمة على المجتمع الأمريكي ككل.