-

تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا للحرس الثوري

تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا للحرس الثوري
(اخر تعديل 2025-06-13 11:09:29 )

تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا للحرس الثوري الإيراني

في خطوة سريعة تعكس التوترات الأمنية المتزايدة في المنطقة، أعلنت القيادة الإيرانية عن تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا عامًا جديدًا للحرس الثوري، وذلك بعد ساعات قليلة من مقتل القائد السابق حسين سلامي في هجوم جوي إسرائيلي. هذه الخطوة تأتي في وقت يحتاج فيه النظام الإيراني إلى تعزيز استقراره العسكري في ظل تصعيد الإقليم المتسارع.
دين الروح الحلقة 23

نبذة عن الجنرال أحمد وحيدي

وُلد أحمد وحيدي في عام 1958 بمدينة شيراز، ويعتبر من الشخصيات العسكرية البارزة في النظام الإيراني. خلال مسيرته الطويلة التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، شغل عدة مناصب أمنية وعسكرية هامة. كان في السابق قائدًا لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، بالإضافة إلى توليه وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، كما ترأس منظمة الصناعات الجوية الإيرانية.

التهم والإرهاب الدولي

رغم إنجازاته، يواجه وحيدي اتهامات خطيرة تتعلق بالإرهاب الدولي. فقد ذُكر اسمه في تحقيقات تتعلق بعمليات استهدفت أهدافًا غربية ويهودية، ومن أبرزها تفجير مركز الجالية اليهودية "آميا" في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994، والذي أسفر عن مقتل 85 شخصًا وإصابة المئات. وعلى إثر ذلك، أصدرت الشرطة الدولية "الإنتربول" نشرة حمراء بحقه، ولا تزال سارية حتى اليوم.

علاقات مشبوهة

تُتهم الأرجنتين وحيدي بالمشاركة المباشرة في تدبير وتنفيذ الهجوم على مركز "آميا"، وقد جددت في أبريل 2024 مطالبتها بتوقيفه، خاصة بعد زيارته الرسمية إلى باكستان وسريلانكا بصفته وزيرًا للداخلية. كما يُعتقد أنه كان له دور في اختطاف ضابط الاستخبارات الأمريكية ويليام باكلي في لبنان عام 1984.

سياسات تصدير الثورة

خلال فترة قيادته لفيلق القدس، نُسبت إليه عمليات اغتيال وتدريب لمسلحين في دول متعددة، في إطار سياسة تصدير الثورة التي يتبعها النظام الإيراني. كما اتُّهم بالمشاركة في "فضيحة إيران-كونترا" في الثمانينيات، حيث تم تزويد طهران بصواريخ أمريكية خلال حربها مع العراق.

ردود الفعل الدولية

رغم الانتقادات الدولية، تولى وحيدي وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، مما أثار احتجاجات واسعة، خاصة من الحكومة الأرجنتينية التي اتهمت طهران بمحاولة تسييس القضاء والتهرب من تنفيذ قرارات الإنتربول. وقد وصف وحيدي ذلك التعيين بأنه "صفعة لتل أبيب"، مشيرًا إلى أن الملاحقات القضائية الدولية هي جزء من حملة دعائية ضد إيران.

توجهات إيران المستقبلية

مع عودته إلى قيادة المؤسسة العسكرية الأكثر نفوذًا في البلاد، يثير تعيين وحيدي العديد من التساؤلات حول مستقبل السياسة الإيرانية في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الأجواء المتوترة التي تنذر بمزيد من التصعيد الإقليمي. سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تأثير هذه التغيرات على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.