-

ذكرى غزو الجنوب: أوجاع وآمال

ذكرى غزو الجنوب: أوجاع وآمال
(اخر تعديل 2025-04-27 03:52:37 )

ذكرى غزو الاحتلال اليمني للجنوب العربي

يحيي الجنوبيون اليوم ذكرى غزو الاحتلال اليمني للجنوب العربي، تلك الذكرى التي تمثل بداية لمرحلة مأساوية من تاريخهم. ففي 27 أبريل من عام 1994، أطلقت القوى المعادية حربًا وحشية على الجنوب، مما أفضى إلى تدمير العديد من البنى التحتية وتفكيك كل مقومات دولة الجنوب، لتصبح تلك الحرب عنوانًا للإرهاب والفوضى.

الحرب الظالمة وأبعادها

في تلك الحرب، التي اندلعت بمبادرة من قوى الاحتلال، كانت محافظات الجنوب، وبالأخص العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين، هي الأهداف الرئيسية. فبعد أن سيطرت تلك القوى على عدن، أظهرت وحشية غير مسبوقة، أسفرت عن انتهاكات جسيمة وتدمير شامل للجنوب وشعبه.

دور حزب الإصلاح الإخواني

كان لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي دور مركزي في إشعال فتيل تلك الحرب. فقد عمل على تأجيج الانقسامات والصراعات، مما أتاح الفرصة لمزيد من الاعتداءات على الجنوب. كما قام بتجنيد الآلاف من المقاتلين، بما في ذلك عناصر من "الأفغان العرب"، لتوسيع نطاق العدوان.

استغلال الدين والتحريض

لم يتوانَ تنظيم الإخوان الإرهابي عن استخدام الدين كوسيلة لاستهداف الجنوب، حيث أصدروا فتاوى تكفيرية ضد الجنوبيين، مما أضفى طابع الشرعية على العمليات الإرهابية بحقهم. كانت هذه الفتاوى جزءًا من مخطط شيطاني يهدف إلى التحريض على العنف ضد شعب الجنوب.

نهب الثروات والإقصاء

علاوة على ذلك، سعت قوى الاحتلال إلى نهب موارد الجنوب واستنزاف ثرواته، مما أدى إلى إفقار ممنهج استمر لفترات طويلة. ومن المآسي التي شهدها الجنوب، كان هناك استهداف متعمد للكوادر الجنوبية، حيث تم تسريح آلاف العسكريين والمدنيين، ما زاد من عمق معاناة المواطنين.

الذكرى الحادية والثلاثين

تمر اليوم 31 عامًا على تلك الأحداث المأساوية، حيث تم الإعلان عن الحرب في 27 أبريل 1994، في محاولة فاشلة لترسيخ الوحدة اليمنية التي كانت قد وُلدت ميتة. بعد الحرب، تعرضت العاصمة عدن وغيرها من المدن الجنوبية للتهميش والإقصاء، كما تم نهب ثرواتها.

أمل جديد بعد النضال

على الرغم من الآلام التي شهدها الجنوب، إلا أن أبناءه حولوا هذه الذكرى الأليمة إلى رمز للأمل. فمنذ عام 2007، بدأ النضال السلمي يتجلى عبر مظاهرات عسكرية وتأسيس الحراك الجنوبي، والذي أثمر عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي. هذه الجهود، رغم التحديات، تُعزز الأمل في استعادة الدولة الجنوبية.

الصمود والتضحيات

بعد صمود أسطوري، تمكن أبناء الجنوب من التصدي لمؤامرات القوى المعادية، خصوصًا بعد الحرب الثانية التي قادتها جماعة الحوثي في عام 2015. ورغم كل المصاعب، استطاع الجنوبيون تحقيق إنجازات سياسية وعسكرية وأمنية، مما فتح آفاقًا جديدة أمامهم لاستعادة دولتهم.

رسالة للجميع

مع اقتراب الذكرى الحادية والثلاثين، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إلكترونية لتسليط الضوء على ما تعرض له أبناء الجنوب من تهميش وتسريح. وأكدوا أن الحرب لم تكن بين شريكين بل كانت غزوًا ممنهجًا، مشددين على مشروعية قضيتهم وحقهم في استعادة دولتهم الفيدرالية.

الجنوب اليوم

اليوم، وبعد 31 عامًا من الاحتلال، يتمتع الجنوب بالقدرة على إدارة شؤونه بنفسه. فقد أصبح لديه جيش وأمن خاص، وأصبح الطريق نحو استعادة الدولة الجنوبية أقصر من أي وقت مضى. إن الجنوب اليوم يتحدث بصوت قوي، مؤكدًا أنه حي لا يموت، ويعزز قضيته أمام العالم.
عائلة شاكر باشا مدبلج الحلقة 61