الإعلام الجنوبي بعد حرب صيف 94م

الإعلام الجنوبي بعد حرب صيف 94م
بعد حرب صيف 1994، شهد الإعلام الجنوبي ظروفًا قاسية وصعبة. فقد وجد الإعلاميون والصحفيون الجنوبيون أنفسهم في موقع مهمش، حيث تم استبعادهم بشكل تدريجي من المشهد الإعلامي. سيطر نظام صنعاء على وسائل الإعلام الجنوبية وأحكم قبضته عليها، مما أدى إلى تقليص فرص التعليم والتخصص في مجال الإعلام. أصبحت هذه الوسائل موجهة بشكل كامل لخدمة مصالح النظام، وكان الإعلام وسيلة لتوجيه الحملات ضد الجنوب، خاصة بعد أحداث تلك الحرب المشؤومة.
تدمير الإعلام الجنوبي
سعى نظام الاحتلال اليمني إلى تدمير قطاع الإذاعة والتلفزيون في عدن، وقام بطمس كل ما يتعلق بهما. طالت الحملات التي استهدفت صحيفة الأيام وصحيفة الطريق، اللتين كانتا تمثلان الصوتين الوحيدين في الجنوب لنقل معاناة الناس. كما تم رفض منح التراخيص لوسائل إعلام جديدة، مما زاد من صعوبة الوضع الإعلامي.
ثورة الحراك السلمي والبحث عن صوت جنوبي
مع انطلاق ثورة الحراك السلمي في يوليو 2007، أدرك الجنوبيون أهمية وجود إعلام مستقل يعبر عن قضاياهم. كانت تلك الثورة تحتاج إلى وسائل إعلامية قادرة على نقل الأحداث بموضوعية، دون تلاعب أو تشويه. خلال تلك المرحلة، ظهرت عدة قنوات وصحف ومواقع إلكترونية جنوبية، لكن معظمها لم تستطع البقاء بسبب نقص الإمكانيات أو الضغوط الحكومية.
الإعلام كأداة مقاومة
على الرغم من التحديات، استمر الشباب الجنوبي في الدراسة والتخصص في مجالات الإعلام. كانت هناك حاجة ملحة لكوادر مؤهلة تستطيع التعبير عن القضية الجنوبية. ومع مرور الوقت، بدأ الإعلام الجنوبي في مقاومة التضليل الإعلامي، وكشف الحقائق، مستمدًا قوته من المقاومة الجنوبية التي قادها اللواء عيدروس قاسم الزبيدي.
المجلس الانتقالي ودوره في الإعلام
على مدار السنوات الماضية، بذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودًا كبيرة لتوحيد الخطاب الإعلامي. أصبح الخطاب الجنوبي موحدًا، يعكس تطلعات الشعب ويعمل على تجاوز الأزمات. في هذه المرحلة الحساسة، برزت قناة عدن المستقلة كمنصة رئيسية تسهم في تشكيل الرأي العام وتصحيح المعلومات المغلوطة.
قناة عدن المستقلة: درع الإعلام الجنوبي
قامت قناة عدن المستقلة بدور حيوي في مواجهة حملات التضليل. نجحت في كشف الحقائق وتقديم تغطيات إعلامية مهنية، مما جعلها مصدرًا موثوقًا للأخبار في الجنوب. الاستهداف الإعلامي الذي يتعرض له الجنوب لم يكن عشوائيًا، بل هو جزء من حرب نفسية منظمة.
تفاعل الشعب ودعم الإعلام الوطني
التفاعل الشعبي مع قناة عدن أظهر فشل المخططات المعادية. أصبحت القناة منصة موثوقة لتفكيك الروايات الكاذبة. النجاحات التي حققتها لم تكن عشوائية، بل نتيجة رؤية إعلامية واضحة يقودها عبد العزيز الشيخ، الذي أدار تطوير القناة رغم التحديات.
ختامًا
الاستهداف الإعلامي الذي يواجه الجنوب ليس مجرد حملة تشويه، بل هو جزء من حرب وجودية. ومع ذلك، يمتلك الجنوب وسائل دفاع قوية، أهمها الإعلام الوطني الذي يقوده قنوات مثل عدن المستقلة، والتي تسهم في تعزيز الوعي الوطني وحماية المجتمع من التضليل.
انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
المشردون الحلقة 23