الإعلام الجنوبي: قناة عدن المستقلة ودورها

في خضم الأحداث المعقدة التي شهدها اليمن على مدار العقود الثلاثة الماضية، يُظهر عيسى بن نهل القميري، العضو السابق في منظمة الهجرة الدولية بمحافظة المهرة، كيف أن الجنوب قد تم تجاهله بشكل كامل من قبل وسائل الإعلام الحكومية في صنعاء. ويؤكد القميري أن هناك محاولات متعمدة لطمس الهوية الجنوبية، وتشويه الثقافة، وتزوير التاريخ، بل وحتى سرقة الإرث الفني والحضاري، حيث لم تسلم أسماء الشوارع والمعالم التاريخية من محاولات التغيير.
ويستمر القميري في الحديث عن المقاومة التي أبداها شعب الجنوب، مشيرًا إلى أن انطلاق الحراك الجنوبي كان بمثابة كسر لحاجز الصمت، حيث بدأ الصوت الجنوبي الحقيقي يُسمع من خلال قناة عدن لايف. هذه القناة لم تكن مجرد وسيلة إعلامية، بل شكلت بداية لظهور الهويات الجنوبية المتعددة، حيث جاء التألق الثاني مع ولادة قناة عدن المستقلة التي أعادت لأصوات الجنوبيين صداها في كل بيت.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31
ويشير القميري إلى أن قناة عدن المستقلة، تحت قيادة عبدالعزيز الشيخ، استطاعت بلورة رسالة وطنية مؤثرة بأسلوب جذاب ومحتوى نوعي، مما أثار قلق خصوم الجنوب ودفعهم إلى شن حملات إعلامية مشبوهة للنيل من سمعة القناة. وهذا يعكس مدى تأثير القناة في وجدان الجنوبيين، حيث باتت الأغنية الجنوبية وبرامجها الوطنية تشكل مصدر إزعاج لخصومهم.
ويختتم القميري بدعوة للجنوبيين بعدم الحاجة لموافقة أي جهة، مؤكدًا أن الإعلام الجنوبي لم يعد أسرًا للتضليل. بل أصبح لديهم منبر حر يُعبر عنهم، ويعكس تاريخهم وهويتهم، ويعزز من فخرهم بإعلامهم الوطني.
المهنية الإعلامية: التزام صارم بالحقائق
تتميز قناة عدن المستقلة بالتزامها المطلق بالمعايير الصحفية المهنية، حيث تتأكد من صحة المعلومات من مصادر موثوقة قبل نشرها، مما أكسبها احترام المتابعين. تحرص القناة على تجنب التهويل أو الانحياز، مما يجعلها موطنًا للباحثين عن الحقيقة وسط زحمة الأخبار المتضاربة. كما تولي القناة أهمية كبيرة للتدريب المستمر لفريقها الإعلامي لضمان إنتاج محتوى يتماشى مع القيم الصحفية العالمية.
الاستقلالية: رفض الضغوط ومقاومة التوجيه
تتميز قناة عدن المستقلة باستقلاليتها التامة، حيث ترفض الانصياع لأي جهات سياسية أو تمويلية تسعى لتوجيه محتواها. هذه الاستقلالية مكّنت القناة من تغطية الأحداث بنزاهة وحياد، مما جعل منها منصة موثوقة تعكس صوت المواطن الجنوبي كما هو، دون تزييف أو انتقائية.
الشفافية: عرض الوقائع بوضوح وصدق
في عالم مليء بحملات التضليل، تبرز قناة عدن المستقلة كواحدة من القلائل التي تعتمد الشفافية كنهج ثابت. لا تتردد القناة في طرح الأسئلة الصعبة، وتقدم الحقائق المؤلمة بموضوعية، مما يترك الحكم للجمهور. كما تحرص على نقل وجهات النظر المختلفة، مما يعزز من وعي المشاهدين.
نموذج يُحتذى به في الإعلام الجنوبي
تُعد قناة عدن المستقلة منبرًا رائدًا في الإعلام الجنوبي، حيث تتمتع بمهنية واستقلالية وشفافية تجعلها تعكس الواقع بصدق. وقد نجحت في تحقيق مكانة مرموقة بين الجمهور الجنوبي والمراقبين الدوليين على حد سواء. مع استمرار الأحداث، يُتوقع أن تواصل القناة دورها المحوري، مُعززةً من الحاجة إلى إعلام حر ومسؤول.
يؤكد محللون سياسيون أن قناة عدن المستقلة تمثل الصوت الجنوبي الحر، وتستمر في تحقيق إنجازاتها رغم الحملات المأجورة. تلعب وسائل الإعلام الجنوبية دورًا رئيسيًا في دحض الافتراءات، وتعزيز الهوية الجنوبية، تحت إشراف ودعم اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، الذي يدرك أهمية الإعلام كقوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام.
مع وجود فريق إعلامي محترف، استطاعت قناة عدن المستقلة أن تفرض نفسها كمنبر إعلامي بارز، تقدم تغطيات ميدانية للأحداث، وبرامج تحليلية تناقش القضايا الراهنة. إن التطور الذي شهدته القناة هو نتيجة دعم واهتمام مستمرين، مما يعكس إدراك قيادة الجنوب لأهمية الإعلام في تعزيز المكاسب السياسية والعسكرية.