القلق الإيراني من تصعيد داخلي وتأثيره

القلق الإيراني من تصعيد داخلي وتأثيره

في حوار مع "القاهرة الإخبارية" من لندن، أشار باباك أماميان، عضو حزب المحافظين البريطاني، إلى أن التصريحات المتكررة من المسؤولين الإيرانيين حول استعدادهم للرد على أي هجوم أميركي تكشف عن وجود قلق عميق داخل النظام الإيراني. هذا القلق، وفقًا لأماميان، يبدو أنه نابع أكثر من تصعيد داخلي محتمل بدلاً من التهديدات الخارجية.

لهجة التهديد الإيرانية

وأوضح ماميان أن السبب وراء تبني طهران هذه اللهجة التهديدية يعود إلى إدراكها بأن الهجمات التي تستهدفها، وخاصة من قبل إسرائيل، لم تعد تأتي من الخارج فقط، بل أصبحت تأتي أيضًا من داخل أراضيها. هذا التغيير يشير إلى أن هناك معارضة داخلية نشطة تتعاون مع أطراف خارجية، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي.

تقرير أمني يكشف الحقائق

أضاف أماميان أن تقارير أمنية تشير إلى أن حوالي 90% من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية تمت من داخل إيران نفسها، بواسطة عملاء وشبكات معارضة للنظام. هذه المعلومات تعكس مدى تململ الشعب الإيراني تجاه القيادة الحالية، مما يضع النظام في موقف حرج.

رسالة للنظام الحاكم

يعتبر أماميان أن هذه الحقائق تمثل رسالة مباشرة للنظام الإيراني مفادها أن هناك "معارضة واسعة النطاق تتعاون بشكل مباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة". هذه الرسالة تتطلب من القيادة الإيرانية إعادة تقييم استراتيجياتها للتعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية.
دين الروح الحلقة 23

احتمال استئناف المفاوضات

من جهة أخرى، أشار أماميان إلى وجود احتمال قوي لاستئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران. ومع ذلك، فإن النقطة الأساسية التي تعيق أي حوار تكمن في غموض الطرف الإيراني الذي سيتم التفاوض معه. الولايات المتحدة تفضل التعامل مع أجهزة الأمن الإيرانية بدلاً من النظام الرسمي، مما يزيد من تعقيد الأمور.

دور قوات الأمن الإيرانية

أكد ماميان أن قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري، أصبحت أكثر براغماتية من النظام نفسه وتتمتع بصلاحيات واسعة داخل الدولة. هذه القوات هي التي ترى واشنطن أنها تملك القرار الفعلي. ولكن، في الوقت نفسه، لا تملك هذه الأجهزة ما تتفاوض عليه، حيث إنها استنفدت كل أوراقها. لذلك، فإن أي مفاوضات مستقبلية قد تكون أقرب إلى "إملاء شروط" أميركية على النظام أو قواته الأمنية.