-

تاريخ الجنوب اليمني: من الوحدة إلى الاحتلال

تاريخ الجنوب اليمني: من الوحدة إلى الاحتلال
(اخر تعديل 2025-05-03 07:37:22 )

القوات المسلحة الجنوبية والتصدي للحوثيين

تستمر القوات المسلحة الجنوبية في اليمن في جهودها الرامية إلى قطع طرق إمداد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، كما تتصدى لمحاولاتها التصعيدية على جبهات الجنوب. إن هذه العمليات ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي دفاع عن الهوية والقضية الجنوبية التي تعرضت للتهديد.

الإعلان عن الحرب: بداية الكارثة

في 27 أبريل 1994، صعد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على منصة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء ليعلن الحرب بشكل صريح على الجنوب وشعبه وقضيته. كان ذلك الإعلان بمثابة رصاصة الخيانة التي أصابت مشروع الوحدة اليمنية، والذي تحول من حلم إلى احتلال وهيمنة تحت وطأة السلاح والتدمير.

حرب صيف 1994: مشروع اجتثاث الجنوب

لم تكن حرب صيف 1994 مجرد معركة عابرة، بل كانت مشروعًا متكاملًا لاستئصال الجنوب من خلال تصفية الكوادر، وتدمير المؤسسات، وطمس الهوية، وإفقار الشعب، والإرهاب المنظم، مما حول الجنوب إلى أرض مستباحة لقوى الفساد والنهب.

النكبة بعد الوحدة

عندما استقبل الجنوب الوحدة في 22 مايو 1990، كان يحمل في طياته مشروعًا حضاريًا مدنيًا متطورًا، لكن نظام صنعاء تعامل مع الوحدة كغنيمة حرب. بدأت ملامح الخديعة تتكشف عبر تهميش الوزراء الجنوبيين وتفريغ المؤسسات من كوادرها، مما أدى إلى موجة اغتيالات استهدفت العسكريين والدبلوماسيين والمثقفين الجنوبيين في عامي 1992 و1993.

حملة الاعتقالات والاغتيالات

في خطابه يوم 27 أبريل 1994، أعلن علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب تحت ذريعة "حماية الوحدة"، بينما الواقع كان اجتياحاً عسكرياً همجياً. بدأت المعركة التي استمرت حتى 7 يوليو 1994، عندما اجتاحت قوات صنعاء العاصمة عدن بعد مقاومة بطولية من الجنوبيين.

مخططات الاجتثاث بعد الاحتلال

بعد احتلال العاصمة عدن، بدأت السلطة المركزية في تنفيذ مخطط اجتثاث شامل من خلال تسريح عسكري ممنهج، حيث تم تسريح أكثر من 90 ألف ضابط وجندي من الجيش الجنوبي. كما صادر النظام اليمني مساحات واسعة من الأراضي والممتلكات للجنوبيين، وقام بخصخصتها لصالح نافذين في السلطة تحت غطاء "الإصلاحات الاقتصادية".
حلم أشرف الحلقة 7

الاغتيالات والإخفاء القسري

في مرحلة ما بعد 1994، أصبحت عمليات الاغتيال والإخفاء القسري سياسة ممنهجة، حيث استهدفت القيادات الجنوبية، مما أفضى إلى مقتل أكثر من 450 شخصية جنوبية. كما مارست السلطات عمليات الإخفاء القسري بحق عشرات الجنوبيين، ولا يزال مصير العديد منهم مجهولاً حتى اليوم.

تدمير المؤسسات والبنية التحتية

لم تكن الحرب على الجنوب مجرد استيلاء عسكري، بل كانت عملية ممنهجة لتدمير البنية التحتية. تعرضت المؤسسات المدنية الكبرى للتفكيك، بما في ذلك الموانئ والمصافي والمدارس. كما تم تدمير القطاع التعليمي والصحي، مما أدى إلى انهيار مؤسسات التعليم والصحة وتحولها إلى كيانات مهترئة.

نتائج الحرب الكارثية

كان لهذه الحرب تأثيرات مدمرة على الجنوب، حيث فقدت السيادة وتدمرت المنظومة العسكرية والأمنية، مما أدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. ورغم هذه الجرائم، لم تستطع حرب صيف 1994 أن تمحو هوية شعب الجنوب أو تكسر إرادته.

الحراك الجنوبي: نضال مستمر

على العكس، شكلت تلك الحرب دافعًا لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي عام 2007، والمطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية. اليوم، بعد عقود من الظلم، يقف الجنوبيون أكثر وعيًا واتحادًا، يمضون في طريق استعادة دولتهم بوعي سياسي ناضج وتجربة نضالية عظيمة.

للمزيد من الأخبار، انضموا لقناتنا الإخبارية على تيليجرام وتابعوا آخر المستجدات. اضغط هنا