ذكرى غزو اليمن للجنوب: 31 عامًا من المعاناة

ذكرى غزو اليمن للجنوب.. 31 عامًا من المعاناة
تمر علينا اليوم ذكرى غزو اليمن للجنوب، حيث يُحيي الجنوبيون 31 عامًا على إعلان الحرب المفجعة من قبل النظام اليمني ضد الجنوب العربي. تعتبر هذه المحطة التاريخية واحدة من أهم اللحظات الفارقة في تاريخ الجنوب، حيث تجسد الكمية الهائلة من الكراهية التي أظهرها النظام اليمني تجاه الجنوب.
إعلان الحرب: شهادة وفاة الوحدة
كان إعلان الحرب على الجنوب بمثابة شهادة وفاة للوحدة المشؤومة بين الشمال والجنوب، مما أظهر بوضوح أنه لا مكان لها في مستقبل الجنوب، سواء القريب أو البعيد. لقد كانت تلك اللحظة نقطة تحول حاسمة، حيث أعقبها تصاعد غير مسبوق في القمع والإرهاب من قبل قوات الاحتلال اليمنية ضد الجنوبيين.
فصول من القمع والإرهاب
تبع إعلان الحرب العديد من الأحداث المروعة التي تمثلت في تصعيد الإرهاب ضد الجنوب، حيث تم احتلال الجنوب وفرض نظام قمعي على شعبه وأرضه ومقدراته وثرواته. كما تم استهداف الهوية الوطنية للجنوبيين، مما جعلهم يشعرون بأنهم في مواجهة وجودية.
استحضار مآسي الحرب
إن استحضار مشهد الحرب على الجنوب العربي من قبل قوى الاحتلال أمر بالغ الأهمية، ليس فقط للحفاظ على ذكرى أهوال الحرب حاضرة في الأذهان، ولكن أيضًا لرسم صورة واضحة حول خسة العدو الذي يستهدف الجنوبيين، ولتأكيد أن هذا العدو لن يتراجع عن هجماته الوحشية.
فهم طبيعة العدو
إن فهم الجنوبيين لطبيعة عدوهم وإجرامه سيكون دافعًا لتعزيز نضالهم، وترسيخ مسارهم في مواجهة قوى الاحتلال، مهما اتسعت دائرة إجرامها ضد الجنوب.
حرب عام 1994: بداية الكابوس
في السابع والعشرين من أبريل 1994م، أعلن نظام صنعاء بقيادة علي عبدالله صالح عفاش، بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وتحالف المجاهدين، الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في صنعاء. كان هذا الإعلان بمثابة الطلقة الأولى القاتلة لمشروع الوحدة السلمية الذي تم التوقيع عليه مؤخرًا في عمان.
أحداث المعارك العنيفة
بعد ساعات من إعلان الحرب، تحركت القوات الشمالية لمهاجمة اللواء الثالث مدرع التابع للجيش الجنوبي، مما أدى إلى اندلاع معارك عنيفة استمرت حتى نهاية أبريل، وأسفرت عن تدمير العديد من الآليات العسكرية وسقوط مئات القتلى والجرحى.
توسيع نطاق الحرب
مع تصاعد التوتر في محافظة ذمار، قامت مليشيات الإخوان وقوات نظام عفاش بمحاصرة لواء باصهيب الجنوبي، مما أدى إلى تفجير الموقف وامتداد الاشتباكات إلى مناطق أخرى، حيث خاضت القوات الجنوبية معارك غير متكافئة ضد قوات الشمال.
الاحتلال العسكري للجنوب
في الرابع من مايو 1994م، توسعت المواجهات لتشمل جبهات عديدة، حيث تعرض الجيش الجنوبي لهزائم فادحة بسبب تفوق القوات الشمالية. ومع تصاعد العمليات العسكرية، بدأت القوات اليمنية اجتياح الجنوب برًا وجوًا وبحرًا، مما أدى إلى تدمير المدن والقرى الجنوبية ونزوح مئات الآلاف من السكان.
رفض القرارات الدولية
رغم القرارات الدولية الداعية لوقف إطلاق النار، إلا أن نظام صنعاء استمر في عملياته العسكرية ضد الجنوب حتى تم احتلال عدن في السابع من يوليو 1994م. أصبح الاحتلال العسكري واقعًا مريرًا حول حلم الوحدة السلمية إلى كابوس استعماري، مما ترك في ذاكرة الجنوبيين قناعة راسخة بأن الوحدة قد دُفنت.
انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
رياح القدر الحلقة 24