تفاصيل تورط أمجد خالد في الإرهاب بعدن

كشفت مصادر أمنية موثوقة عن معلومات جديدة تدين المدعو أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل والقيادي الإخواني، في تنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية التي استهدفت العاصمة المؤقتة عدن على مدار السنوات الماضية. إن هذه المعلومات لا تعكس فقط دورًا عابرًا، بل تكشف عن شبكة معقدة من التخطيط والتنفيذ الذي يهدد الاستقرار في المنطقة.
وفقًا للمعلومات المتاحة، فإن أمجد خالد كان له دور محوري في التخطيط والتنسيق لعدد من التفجيرات التي استهدفت شخصيات أمنية وسياسية بارزة، من بينها تفجير موكب محافظ عدن، أحمد حامد لملس، وكذلك التفجير الذي استهدف مطار عدن الدولي. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل وجرح العشرات من الأبرياء.
تشير التحقيقات إلى أن خالد كان يشرف بشكل مباشر على خلايا إرهابية تتلقى دعمًا لوجستيًا من قيادات إخوانية، حيث كانت هذه الخلايا تنفذ عملياتها بتنسيق ميداني مع مليشيا الحوثي. ووفقًا للاعترافات المسربة من عناصر تم القبض عليهم، فإن أمجد خالد قد زود هذه الخلايا بالمتفجرات وقدم لهم إحداثيات دقيقة لاستهداف شخصيات أمنية في الجنوب.
هذه المستجدات تؤكد أن الخطر الذي يشكله أمجد خالد يتجاوز العمل العسكري التقليدي، بل يمتد إلى مستوى قيادة إرهاب منظم يهدد أمن واستقرار عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
عمليات تحت التوثيق.. من التربة إلى طور الباحة
أظهرت التسجيلات التي تم العثور عليها، والتي لا تقبل الشك، اتصالات مباشرة بين أمجد خالد وأحد عناصره، علي أحمد الفروي. حيث يظهر خالد وهو يطلب منه تنفيذ عملية اغتيال للقيادي الأمني مصلح الذرحاني، مدير شرطة دار سعد. وقد اقترح خالد تقديم مكافآت مالية مقابل تنفيذ تلك العملية، مشيرًا إلى أن الذرحاني يمثل "هدفًا بسيطًا" مقارنةً بالأهداف الأخرى "الأكثر أهمية".
اعترافات صادمة من أعضاء الخلية
في اعترافاته، أكد الفروي أنه جندي في لواء النقل تحت قيادة خالد، وتم تجنيده من قبل صالح وديع، المتهم الرئيسي بتفجير بوابة مطار عدن في عام 2021. وقد كشف الفروي عن أسماء عناصر شاركت في عمليات إرهابية في عدن، مستخدمين سيارات مفخخة وأدوات تفجير متطورة. كما أشار إلى أن أمجد خالد قد خطط لاستخدام دراجات نارية محملة بالمتفجرات لاستهداف دوريات الشرطة.
غرفة لشخصين الحلقة 7
ارتباط وثيق بالحوثيين وتدريب على أيدي خبراء أجانب
حسب الشهادات، فإن أمجد خالد يتواصل بشكل مباشر مع مليشيات الحوثي، ويستخدم مدينة التربة كنقطة انطلاق لعملياته الإرهابية نحو العاصمة عدن. كما أشار الفروي إلى أن خالد التقى بشخص أجنبي في التربة قام بتدريبه على زراعة العبوات الناسفة، مما يدل على الدعم الخارجي الذي يتلقاه عبر الحوثيين.
قائمة الأهداف.. اغتيالات في جدول العمليات القادمة
اعترف الفروي أن خالد يخطط لاغتيال عدد من القيادات الأمنية والعسكرية البارزة خلال فترة تمتد من ستة أشهر إلى عام. ومن بين الأسماء المستهدفة، مصلح الذرحاني، وأوسان العنشلي قائد قوات الطوارئ، وجلال الربيعي قائد الحزام الأمني بعدن، في إطار مخطط استراتيجي يستهدف ضرب أمن الجنوب من الداخل.
مواقف رسمية وتحذيرات أمنية
المتحدث باسم القوات الجنوبية، المقدم محمد النقيب، أكد أن الكشف عن هذه الخلايا الإرهابية هو نتيجة للجاهزية العالية للقوات الأمنية، مشددًا على أن الجنوب يخوض معركة مصيرية ضد الإرهاب الذي يُدار بأدوات داخلية وخارجية. كما أشاد بالثبات الراسخ للقوات الجنوبية في مواجهة هذا التهديد الوجودي.
إجراءات أمنية متواصلة وملفات أمام القضاء
كانت شرطة عدن قد أعلنت في نوفمبر الماضي عن ضبط خلية إرهابية تتبع خالد، مكونة من أربعة عناصر بحوزتهم كميات من المتفجرات. ويُذكر أن هذه الحملة تلتها في أغسطس ضبط خلية أخرى مكونة من سبعة عناصر كانوا يخططون لعمليات اغتيال واسعة.
السلطات القضائية في عدن تتهم أمجد خالد وعصابته بالوقوف خلف سبع عمليات إرهابية، بما في ذلك التفجيرات الدامية التي استهدفت مسؤولين كبار وأودت بحياة العديد من الأبرياء. ولا تزال النيابة الجزائية المتخصصة تتابع التحقيقات، فيما يخضع خالد للمحاكمة في عدد من القضايا، بعضها لا يزال قيد التحقيق.
قلق شعبي في تعز من نشاط خالد
يواجه أمجد خالد رفضًا شعبيًا متزايدًا في محافظة تعز، حيث تعتبر مدينة التربة معقلًا لنشاطه الإرهابي. وعبّر كثير من أبناء المحافظة عن استيائهم من تحويل منطقتهم إلى منصة لتهديد أمن الجنوب، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات بين أبناء الشمال والجنوب.