زلزال قوي يضرب البحر المتوسط ويؤثر على مصر

زلزال قوي يضرب البحر المتوسط ويؤثر على مصر
في حدث غير اعتيادي، تعرضت منطقة البحر المتوسط لزلزال قوي اليوم، حيث شعر به سكان العديد من الدول المحيطة، ومن بينها مصر. وقد أثار هذا الزلزال حالة من القلق والارتباك في الشارع المصري، وخاصة في عاصمتي القاهرة والجيزة. في هذا التقرير، نستعرض أبرز التفاصيل المتعلقة بالزلزال بناءً على البيانات الرسمية والمصادر الإعلامية، بالإضافة إلى تحليل علمي حول تأثيراته وأسبابه.
تقرير المعهد القومي للبحوث الفلكية حول الزلزال
كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والذي يقع في حلوان ويتبع وزارة البحث العلمي، أن الزلزال وقع على بُعد 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد. وقد بلغ قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، بينما تم تحديد عمقه بـ 76 كيلومترًا. كما سجلت إحداثيات الزلزال عند خط عرض 35.12 شمالًا وخط طول 27.0 شرقًا.
وأكد المعهد في بيانه أن الهزة الأرضية لم تتسبب في أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات حتى الآن، مشيرًا إلى أن الشبكة القومية لرصد الزلازل قد رصدت الزلزال بدقة من خلال أكثر من 70 محطة موزعة جغرافيًا بناءً على تاريخ النشاط الزلزالي في مصر.
زلزال كريت: مصدر الهزة الأرضية
وفقًا للمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل ووكالة رويترز، وقع الزلزال بالقرب من جزيرة كريت في البحر المتوسط، بين جزيرتي كاراباثوس وكاسو، على عمق 64 كيلومترًا. وقد تباينت تقديرات قوته بين 6.1 و6.3 درجات على مقياس ريختر، وهو ما يفسر شعور سكان مناطق بعيدة مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية بالهزة.
هل تأثرت مصر مباشرة بالزلزال؟
رغم أن مركز الزلزال كان بعيدًا نسبيًا، إلا أن سكان مناطق مختلفة من مصر، لا سيما القاهرة الكبرى، أبلغوا عن شعورهم بهزة أرضية قوية ومفاجئة استمرت لعدة ثوانٍ. وقد أثارت هذه الهزة فزع السكان، حيث وصف بعضهم التجربة بأنها "تشويش على الحياة اليومية" بسبب اهتزاز الأثاث والمباني.
أنواع الزلازل: متى يجب أن نقلق؟
بحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، يمكن تصنيف الزلازل بحسب قوتها:
آسر الحلقة 33
- الزلازل التي تقل عن 3.5 ريختر غالبًا لا يشعر بها أحد.
- الزلازل بين 3.5 و4.5 قد يشعر بها الناس، لكن دون أضرار.
- الزلازل من 4.5 إلى 6.0 تسبب اهتزازات وأضرارًا طفيفة إلى متوسطة.
- الزلازل من 6.0 إلى 7.0 تعتبر قوية وتستدعي الاستعداد.
- الزلازل التي تتجاوز 7.0 تُعتبر عنيفة وتستدعي حالة طوارئ.
وبما أن زلزال كريت تجاوز 6 درجات، فإن تأثيره كان محسوسًا، لكنه لا يُعتبر مدمّرًا لمصر نظرًا لبعد مركزه.
أسباب الزلازل: طبيعية وبشرية
تعود الأسباب الرئيسية لمعظم الزلازل إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث تنزلق هذه الصفائح فوق طبقة الغلاف الموري للأرض. هناك أيضًا الزلازل البركانية التي تحدث نتيجة ثوران البراكين، بالإضافة إلى الزلازل المستحثة التي تنجم عن أنشطة بشرية مثل بناء السدود أو حفر الأنفاق.
مصر وشبكة رصد الزلازل: تاريخ وخبرة
تُعتبر مصر من الدول الرائدة في مجال رصد الزلازل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تمتلك واحدة من أقدم وأحدث الشبكات القومية لرصد الزلازل، والتي تعود خبرتها لأكثر من 150 عامًا. كما يُساعد توثيق الزلازل في الحضارة المصرية القديمة في فهم هذه الظواهر وطرق التعامل معها بشكل أفضل.
زلزال سابق في 2025
يجدر بالذكر أن مصر شهدت في 25 فبراير 2025 زلزالًا آخر بقوة أقل، وقع على بُعد 6 كيلومترات شمال غرب حلوان، وشعر به سكان القاهرة في ساعات الصباح الباكر. تؤكد هذه الأحداث المتكررة أهمية مواصلة تطوير تقنيات الرصد وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر الزلازل.
في الختام، لا تزال الهزة الأرضية التي وقعت يوم 14 مايو 2025 تثير اهتمام المواطنين، لكن البيانات الرسمية تؤكد عدم وجود خسائر، مع تأكيد على كفاءة شبكة الرصد المصرية. ويبقى الوعي المجتمعي والاستعداد ضرورة للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية المتكررة.
انضموا إلى قناة الإخبارية عبر تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا.