-

استجابة سريعة لتفشي الجمرة الخبيثة في الكونغو

استجابة سريعة لتفشي الجمرة الخبيثة في الكونغو
(اخر تعديل 2025-05-01 19:09:32 )

تزايد جهود مكافحة تفشي الجمرة الخبيثة في الكونغو

أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيانٍ رسمي عن تكثيف السلطات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية لجهودها في مواجهة تفشي مرض الجمرة الخبيثة، وذلك بدعم كامل من المنظمة. حيث تم رصد 16 حالة مشتبه بها وحالة واحدة مؤكدة في مقاطعة شمال كيفو، الواقعة في شرق البلاد.
حبيبتي من تكون 3 الحلقة 21

تفاصيل تفشي المرض

سُجلت حالة وفاة واحدة من بين الحالات المشتبه بها، وقد أثر هذا التفشي على أربع مناطق صحية بالقرب من بحيرة إدوارد، التي تشكل الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا. ويُعزى هذا التفشي إلى حالة مشابهة مستمرة على الجانب الأوغندي من البحيرة، حيث وُجدت 7 حالات بشرية مشتبه بها في مقاطعة كابالي الغربية. وتستمر الجهود للتصدي لهذا المرض، بما في ذلك تطعيم الماشية المعرضة للخطر.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تقوم منظمة الصحة العالمية حالياً بإجراء تقييم شامل لتحديد مدى خطورة انتشار العدوى، كما تدعم السلطات الصحية في تعزيز استجابتها. يتضمن ذلك مراقبة الأمراض والتحقيق في مصادر تفشي المرض وسلاسل انتقال العدوى، إلى جانب توفير الإمدادات الطبية الضرورية والعلاج اللازم. وتسعى المنظمة أيضًا لتسهيل التنسيق عبر الحدود مع أوغندا لتعزيز استجابة فعالة ضد تفشي المرض.

تصريحات مسؤولة الصحة العالمية

صرحت الدكتورة بوريما سامبو، ممثلة منظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلةً: "نركز جهودنا على وقف انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان بشكل عاجل. نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المحلية والمجتمعات والشركاء لتعزيز إجراءات الاستجابة لحماية الصحة العامة الآن وفي المستقبل."

نهج الصحة الواحدة في التصدي للأمراض

لضمان استجابة فعالة لتفشي الجمرة الخبيثة، تعمل منظمة الصحة العالمية مع شركائها وفق نهج الصحة الواحدة، الذي يهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة والحيوانات. هذا النهج يعترف بالترابط بين هذه الجوانب الثلاثة ويشدد على ضرورة اتخاذ تدابير شاملة لمكافحة الأمراض.

ما هي الجمرة الخبيثة؟

الجمرة الخبيثة هي عدوى بكتيرية تصيب الحيوانات بشكل رئيسي، ولكن يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر من الحيوانات المصابة أو من خلال التعرض لمنتجات حيوانية ملوثة. على الرغم من عدم اعتبار الجمرة الخبيثة معدية بين البشر بشكل عام، إلا أن هناك حالات نادرة لانتقال العدوى بين الأشخاص.

أشكال الجمرة الخبيثة لدى البشر

توجد ثلاثة أشكال من الجمرة الخبيثة لدى البشر، وكلها تتطلب رعاية طبية عاجلة. الشكل الأكثر شيوعًا هو الجمرة الخبيثة الجلدية، التي تنتج عن ملامسة الجراثيم للجلد المتشقق، مما يؤدي إلى ظهور نتوء يتحول إلى قرحة سوداء. هذا الشكل يمكن أن يترافق مع أعراض مثل الصداع وآلام العضلات والحمى.

أما الجمرة الخبيثة المعوية، فتحدث نتيجة تناول اللحوم الملوثة، مما يؤدي إلى أعراض تشبه التسمم الغذائي، وقد تتفاقم الأعراض لتشمل ألمًا شديدًا في البطن وقيء دموي. أخطر أشكال الجمرة الخبيثة هو الاستنشاق، الذي يحدث نتيجة استنشاق الجراثيم، ويبدأ بأعراض مشابهة لأعراض البرد، لكنه يتحول بسرعة إلى مشاكل تنفسية حادة.

العلاج والوقاية

يمكن علاج الجمرة الخبيثة باستخدام المضادات الحيوية، والتي يجب أن تُوصف من قِبل طبيب متخصص. تتوفر لقاحات للماشية والبشر، ولكن اللقاحات البشرية محدودة وتُستخدم بشكل أساسي لحماية الأفراد المعرضين للخطر في أعمالهم.

الإجراءات المتخذة في الكونغو

تم إطلاق إنذارات أولية بشأن تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية في 22 مارس 2025، بعد نفوق العشرات من الجاموس وأفراس النهر في منتزه فيرونجا الوطني. وتُبذل حاليًا جهود لتطعيم الماشية في المجتمعات القريبة من الأنهار، حيث تقوم الفرق البيطرية بالتخلص من جثث الحيوانات بشكل آمن لتفادي انتشار العدوى المحتملة، بينما تُكثف حملات التوعية لتعزيز التدابير الوقائية.

أهمية الوقاية والنهج الشامل

تُعتبر الوقاية من الأمراض الحيوانية أمرًا بالغ الأهمية لحماية صحة الإنسان. إن الاستجابة من خلال نهج "الصحة الواحدة" تُعد عنصرًا حيويًا في معالجة جميع جوانب مكافحة الأمراض، بدءًا من الوقاية، مرورًا بالكشف والتأهب، وصولاً إلى الاستجابة والإدارة، مما يُسهم في تعزيز الأمن الصحي العالمي.