-

تداعيات مقتل قادة حزب الله على لبنان

(اخر تعديل 2024-09-30 18:18:17 )

تداعيات مقتل قادة حزب الله على لبنان

في ظل الأوضاع المتوترة التي يعيشها لبنان، نرى أن مقتل أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وعدد من كبار قادته، يمثل حدثًا مفصليًا يفرض علينا التوقف والتفكير مليًا في تأثير هذه التطورات على لبنان كدولة وشعب. فهل تتغير الأمور نحو الأفضل أم أن القادم أسوأ؟

تأسيس حزب الله وأثره على لبنان

تأسس حزب الله في لبنان بدعم من إيران في مطلع الثمانينيات، وبرز كقوة رئيسية خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. ورغم الحدث الذي دفعه إلى الواجهة، فإن جذوره الفكرية تعود إلى حركة "الصحوة الإسلامية الشيعية" التي شهدتها الساحة اللبنانية في الستينيات والسبعينيات، مع صعود شخصيات دينية بارزة مثل موسى الصدر ومحمد حسين فضل الله.

التزام الحزب بعقيدة ولاية الفقيه

لم يتردد حزب الله في الإعلان عن التزامه بعقيدة ولاية الفقيه، التي أسسها آية الله الخميني بعد انتصاره في إيران عام 1979. بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية بتوقيع اتفاق الطائف عام 1989، حاول الحزب إعادة تشكيل هويته، مُقدمًا جناحه العسكري كقوة "مقاومة إسلامية" تسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

تطورات الحزب في الحياة السياسية اللبنانية

على الرغم من دعوات نزع السلاح عن الميليشيات، استطاع حزب الله الحفاظ على تسليحه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب عام 2000. ومع فرض الجيش السوري للتهدئة في لبنان عام 1990، بدأ الحزب في الدخول بقوة إلى الحياة السياسية، حيث شارك في الانتخابات العامة لأول مرة في عام 1992.

أحداث 2008 وتأثيرها على لبنان

في عام 2008، حاولت الحكومة اللبنانية إغلاق شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، مما أدى إلى اندلاع صراع في العاصمة بيروت، ووضعت لبنان على حافة حرب أهلية جديدة. في النهاية، اضطرت الحكومة للتراجع والتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع الحزب، مما زاد من نفوذه وتأثيره على الدولة اللبنانية.

الوضع الحالي لحزب الله

اليوم، يعاني حزب الله من ضغوطات شديدة، حيث تم تفكيك هيكله القيادي مع فقدان أكثر من 12 من كبار قادته. كما تعرضت شبكة اتصالاته للتخريب من خلال تفجيرات، وتدمير جزء كبير من أسلحته في الغارات الجوية الإسرائيلية.

ماذا ينتظر لبنان بعد هذه التطورات؟

تتزايد التساؤلات حول مستقبل الحزب: هل سيتلاشى؟ هل تسعى إسرائيل إلى القضاء عليه؟ هل ستتخلى إيران عنه؟ الإجابات الأولية تشير إلى أن الحزب لن يستسلم بسهولة، بل سيعمل على إعادة تجميع قواه لإثبات وجوده، وقد يقوم بعمليات ضد إسرائيل تشبه العمليات الانتحارية.

ردود الفعل المحتملة من إسرائيل وإيران

إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، لا تسعى للقضاء التام على حزب الله، بل تركز على إضعافه ليكون أقل تهديدًا. بينما إيران، التي شهدت تجارب سابقة مؤلمة، قد تختار عدم التدخل المباشر، مفضلة استخدام أذرعها العسكرية مثل الحوثيين أو الحشد الشعبي.
محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 17

بغض النظر عن شكل الرد، من المرجح أن تتحلى إيران بالحذر لتجنب إشعال حرب قد تكون عواقبها وخيمة.