مقتل زعيم حماس يحيى السنوار وتأثيره على الحرب
أثارت الأنباء حول مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، العديد من التساؤلات حول مستقبل الحرب في قطاع غزة. هذا الحدث قد يمثل فرصة لإسرائيل للإعلان عن انتصارها وإنهاء النزاع المستمر، لكن السؤال المطروح الآن هو: ما هي الخيارات المتاحة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟
إن الطريقة التي سيتخذ بها نتنياهو قراره بشأن التصعيد أو التهدئة ستكون لها تداعيات واسعة النطاق، ليس فقط على مستقبل الحرب في الشرق الأوسط، بل أيضاً على مصير الرهائن المحتجزين في غزة، والعلاقات الدولية لإسرائيل، ومكانة نتنياهو نفسه في الساحة السياسية.
ومع تأكيد مقتل السنوار نتيجة القصف الإسرائيلي، يبدو أن هذا الحدث قد وجه ضربة قوية لحركة حماس، التي تعاني من تفكك قيادتها تحت وطأة الضغوط العسكرية.
مسارات محتملة لنتنياهو بعد مقتل السنوار
1. اغتنام الفوز: هل ستضغط إيران على حماس؟
يعتبر مقتل السنوار، الذي كان العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023، إنجازاً كبيراً لإسرائيل، حيث تم القضاء على العديد من قادة حماس. لكن رغم هذا النجاح، لا تزال الأهداف المعلنة للحرب، مثل تدمير حماس وتحرير الرهائن، بعيدة عن التحقيق.
لا تزال هناك عناصر من حماس على قيد الحياة، وقد أعادوا تنظيم أنفسهم وتجنيد مقاتلين جدد في عدة مناطق من غزة. وقد حذرت الجهات الأمنية الإسرائيلية من أن القضاء التام على حماس قد يكون أمراً غير واقعي، مشيرة إلى ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار للحفاظ على حياة الرهائن المتبقيين.
من جانبه، أكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن مقتل السنوار يفتح المجال لتأمين إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، مما يمنح إسرائيل فرصة لتقليص صراعاتها المتعددة.
2. الاستمرار في القتال: مقتل السنوار ليس النهاية
على الرغم من أن مقتل السنوار يعد حدثًا رمزيًا مهمًا، إلا أن نتنياهو قد يختار الاستمرار في العمليات العسكرية. فقد أظهر في العام الماضي استعداده لمواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك من إدارة بايدن، واستمر في استراتيجيته العسكرية في غزة.
وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق، إن وفاة السنوار تعكس نجاح الضغط العسكري الإسرائيلي، لكن لا يعني أن الحرب ستنتهي قريبًا. فقد تبقى حماس قوية بما يكفي لمهاجمة أي حكومة بديلة في غزة.
وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن مقتل العديد من قادة حماس قد يجعل من الصعب العثور على قيادات قادرة على التفاوض، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والعسكري في المنطقة.
العبقري الحلقة 5
في الختام، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستختار إسرائيل مسار التهدئة بعد مقتل السنوار، أم ستستمر في التصعيد؟