التسامح والتصالح الجنوبي: تاريخ نضالي
التسامح والتصالح الجنوبي: تاريخ نضالي
في حديثه لقناة عدن المستقلة، أكد الأستاذ الدكتور محمد عبدالهادي أن حقبة ما بعد عام 1994م كانت من أكثر الفترات تحديًا وصعوبة للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين. إذ واجه هؤلاء الأفراد العديد من التحديات التي أثرت بشكل كبير على حريتهم واستقلالهم في العمل الصحفي.
جمعية أبناء ردفان: بداية جديدة
في الثالث عشر من يناير عام 2006، اجتمع الجنوبيون في جمعية أبناء ردفان بالعاصمة عدن، في لقاء تاريخي أسس لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي. هذا الحدث لم يكن مجرد تجمع، بل كان بمثابة انطلاقة جديدة تُظهر قدرة الجنوبيين على تجاوز آلام الماضي والسمو فوق الجراح، لتأسيس التلاحم الوطني الذي يمثل حجر الزاوية لتحقيق تطلعاتهم الوطنية واستعادة دولتهم.
الذكرى التاسعة عشرة: تجديد العهد
مع اقتراب الذكرى التاسعة عشرة لهذا الحدث العظيم، شهدت هذه المناسبة تعزيزًا لمبدأ التصالح والتسامح الذي جمع صفوف الجنوبيين. فقد أصبح هذا المبدأ إطارًا جامعًا يساهم في تقوية النسيج الاجتماعي والسياسي، تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي. هذا المجلس يعزز المسار التحرري مع التركيز على بناء دولة فدرالية تُعبر عن آمال وطموحات كافة أبناء الجنوب.
أمنية وإن تحققت الحلقة 499
قيم إنسانية سامية
في مثل هذا اليوم من عام 2006، وضعت جمعية أبناء ردفان الأسس الأولى للتصالح والتسامح الجنوبي، مما يعكس القيم النبيلة للتآخي والتضامن بين أبناء الجنوب. لقد كانت هذه الخطوة حجر الأساس لترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، متجاوزة الجراح والانقسامات التي عانت منها المنطقة. وبعد عامين، تحديدًا في 13 يناير 2008، شهدت ساحة الهاشمي في عدن أول مليونية جنوبية، تعبيرًا عن التأييد الشعبي الكبير لهذه القيم السامية.
التحديات والمقاومة
وصف الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس الهيئة السياسية المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، هذا اليوم بأنه محطة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث أعادت هذه المبادرة وحدة الصف وأطلقت شرارة الحراك السلمي، الذي أصبح رمزًا للمقاومة الجنوبية في مواجهة التحديات المختلفة، بما في ذلك التصدي لمليشيات الحوثي عام 2015. وقد أكد على أن هذا اليوم يحمل دلالات عميقة على الإرادة الشعبية للتغلب على التحديات وبناء مستقبل أكثر استقرارًا.
دعوة للتضامن
وأشار الدكتور صدام عبدالله، رئيس قطاع الصحافة والإعلام في الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، إلى أن قيم التسامح والتصالح هي قيم إنسانية سامية دعت إليها جميع الأديان السماوية. وشدد على أهمية الدور الذي لعبته جمعية أبناء ردفان في عام 2006، حيث كانت المبادرة التاريخية التي تمثل خطوة محورية في مسيرة أبناء الجنوب نحو تحقيق الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الجنوبي.
تحمل ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي أهمية استثنائية في مسيرة شعب الجنوب، حيث تعبر عن الإرادة الجماعية لتجاوز كافة التحديات التي خلفها الماضي. إن هذا اليوم التاريخي يمثل محطة فارقة لتعزيز روح التضامن والتركيز على القيم السامية كركيزة أساسية لمواجهة مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
جنوب المستقبل
في الختام، أكد الدكتور باسم منصور الحوشبي، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، على أن شعب الجنوب ينتصر بالاستناد إلى هذه القيم الأخلاقية النبيلة، مضيفًا أن جنوب اليوم محصن بشعب وقضية وقيادة، ولن يكون إلا "بكل ولكل أبنائه" في ظلال دولة فدرالية مستقلة.
وفي هذا السياق، دعا الدكتور ناصر الخبجي إلى تعزيز نهج التصالح والتسامح كقيمة وطنية مستدامة لتحقيق الهدف المنشود في بناء دولة جنوبية فدرالية مستقلة. ومع حلول الذكرى التاسعة عشرة لهذا الحدث العظيم، يُجدد الجنوبيون تأكيدهم على أهمية التصالح والتسامح كركيزة أساسية لتوحيد صفوفهم وتحقيق تطلعاتهم، حيث خرجوا في 14 يناير ليقفوا صفًا واحدًا مطالبين بحقوقهم المشروعة.
للمزيد من الأخبار، انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.