-

الحكم الشرعي في التوقيت الشتوي والصيفي

(اخر تعديل 2024-10-31 08:09:26 )

ما هو الحكم الشرعي في التوقيت الشتوي والصيفي؟

يُعتبر التوقيت الشتوي والصيفي من القضايا التي تتطلب فهماً دقيقاً للحكم الشرعي المرتبط بها. وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل موضحة أن مسألة التوقيت الصيفي تُعد من الأمور الاجتهادية التي تكون تحت تصرف ولي الأمر وأهل الحل والعقد في الأمة. إذ يُمكن لولي الأمر أن يفرض هذا التوقيت إذا رأى في ذلك مصلحة تُعود بالنفع على المجتمع، شريطة ألا تتعارض هذه المصلحة مع مصلحة معتبرة أخرى في الأمة، وألا يُعتبر ذلك تغييراً لخلق الله أو تعدياً على حدود الله.
المتوحش 2 مدبلج الحلقة 216

الليل والنهار: آيتان من آيات الله

فقد خلق الله تعالى الليل والنهار كآيتين من آياته العظيمة، حيث يهدف هذا الخلق إلى تحقيق توازن كوني يتناسب مع طبيعة المخلوقات في حركتها وسكونها. كما جاء في كتابه العزيز: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ﴾ [الإسراء: 12]. حيث نجد أن الله تعالى قد أشار إلى أهمية الليل كفرصة للراحة، والنهار كوقت للعمل والكسب. وبالتالي، فإن أي محاولة لتغيير هذا النظام الرباني تعتبر تدخلاً في نظام الكون الذي أوجده الله.

التوقيت: مفهومه وأهميته

التوقيت هو وسيلة لتحديد الوقت وبيان مقداره، وهو مسألة تُعنى بفعل البشر وتتفاوت من حضارة لأخرى. في الحضارة الإسلامية واليهودية، كان التوقيت يعتمد على الغروب، حيث يبدأ حساب ساعات اليوم من غروب الشمس. بينما كان عند البابليين القدماء شروق الشمس هو البداية. أما التوقيت الزوالي الذي يبدأ عند منتصف الليل، فقد استقته الحضارات من المصريين القدماء والرومان، وهو النظام المعتمد عالمياً اليوم.

تأثير التوقيت على الحياة اليومية

يُعتبر التوقيت جزءاً لا يتجزأ من نظام حياتنا اليومية، حيث يحدد كيفية تنظيم الأيام والأسابيع. ومن المهم أن يُحترم هذا التوقيت، إذ أن تغييره أو تعديله بشكل غير مدروس قد يُحدث اختلالاً في النظام العام، كما حدث مع مسألة النسيء في الأشهر الحرم، والتي أنكرها الله تعالى في سورة التوبة.

التوقيت الصيفي: وجهة نظر شرعية

عندما نتحدث عن التوقيت الصيفي، نجد أن هناك مجالاً للنظر والرأي، طالما أن هذا التوقيت لا يؤثر سلباً على العبادات أو ينقض نظاماً قائماً. وقد تبنى المسلمون التوقيت الزوالي تبعاً للأجندة الزمنية المعمول بها، دون أن يُعتبر ذلك خروجاً عن الدين. فالتوقيت الصيفي، الذي يتضمن تقديم الساعة لفترة معينة، يُعد أيضاً من الأمور الاجتهادية التي تتطلب النظر في المصلحة العامة.

الخلاصة

في النهاية، فإن التوقيت الصيفي والشتوي يُعتبران مسائل اجتهادية، والقرار بشأنهما يعتمد على المصلحة العامة التي يراها ولي الأمر. إذ يُمكن تطبيق هذه التغييرات ما دامت لا تُفوت مصلحة معتبرة على الأمة، ولا تُعتبر تغييراً لخلق الله أو تعدياً على حدوده.

للمزيد من الأخبار والتحديثات، انضموا لقناتنا الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.