-

ثورة 14 أكتوبر: تاريخ ونضال الشعب الجنوبي

(اخر تعديل 2024-10-14 09:33:43 )

ثورة 14 أكتوبر: تاريخ ونضال الشعب الجنوبي

أكد الناشط السياسي محمد أحمد مبارك من جنوب اليمن أن احتشاد أبناء الجنوب اليوم، على الرغم من الظروف الصعبة، هو دليل قاطع على تمسكهم بالانتصارات التي حققوها في مسيرة استعادة الدولة الجنوبية. هذا الاحتشاد جاء تزامنًا مع ذكرى ثورة 14 أكتوبر ومليونية الهوية الوطنية الجنوبية، ليعبر عن روح الفخر والعزيمة التي يتمتع بها أبناء الجنوب.

أهمية ثورة 14 أكتوبر

ثورة 14 أكتوبر عام 1963م، التي انطلقت من جبال ردفان الشامخة في محافظة لحج، ضد الاستعمار البريطاني، تعتبر واحدة من أبرز حركات التحرر الوطني في العالم العربي. كانت هذه الثورة نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من النضال والمقاومة، حيث سعى الشعب الجنوبي إلى التخلص من الاستعمار عبر مختلف الوسائل، بدءًا من الاحتجاجات السلمية، وصولًا إلى الكفاح المسلح.

تاريخ طويل من النضال

على مدار عقود، بذل الشعب الجنوبي جهودًا مضنية للتحرر، مستخدمًا الوسائل السلمية في البداية، لكن القمع الاستعماري دفعهم نحو الكفاح المسلح كخيار لا مفر منه. خلال الخمسينيات، بدأت تتشكل نواة الحركة الوطنية الجنوبية، التي أدركت ضرورة اعتماد الكفاح المسلح كخيار أساسي مستفيدة من تجارب حركات التحرر في دول أخرى مثل الجزائر وفيتنام.

شرارة الثورة

انطلقت شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة، الذي أصبح رمزًا للتضحية والفداء. ومع استشهاده في 14 أكتوبر، انتشرت الثورة بسرعة إلى بقية المناطق الجنوبية. التحمت القبائل والجماهير مع الثوار، واستمرت المواجهات المسلحة في جميع أنحاء الجنوب.

الدعم العربي والتضامن الدولي

خلال تلك الحقبة، حصلت الثورة الجنوبية على دعم كبير من دول عربية، وعلى رأسها مصر بقيادة جمال عبد الناصر، الذي قدم الدعم المادي والمعنوي للثوار. هذا الدعم كان له أثر كبير في تعزيز الحركة الوطنية الجنوبية وتوسيع نطاق الكفاح المسلح.

العمليات العسكرية والانتصارات

فشلت القوات البريطانية في احتواء الثورة، حيث انتشر الكفاح المسلح ليشمل أكثر من 15 جبهة قتال. وجاءت العمليات الفدائية في العاصمة عدن كضربة مؤلمة للمستعمر، مع تنفيذ عمليات نوعية استهدفت المواقع العسكرية البريطانية. في يونيو 1967م، تمكن الثوار من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين، ما شكل انتصارًا معنويًا كبيرًا للثوار.
ليلى الحلقة 6

النصر النهائي

في 30 نوفمبر 1967م، توجت الثورة بالنصر عندما انسحبت القوات البريطانية من عدن، منهيةً بذلك أكثر من 129 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار تجسيدًا لإرادة الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال، ودرسًا في قدرة الحركات التحررية على تحقيق أهدافها.

دروس من التاريخ

ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي نموذج للصمود والتضحية. الأجيال الحالية بحاجة إلى دراسة هذه الثورة بعمق، واستلهام الدروس والعبر من نضالات الأجداد. يجب أن يتجدد الالتزام بقيم الشجاعة والوحدة الوطنية الجنوبية لضمان تحقيق الأهداف في المستقبل.

انضموا لقناة الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا