انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله

انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله

في خطوة تاريخية، انتخبت جماعة حزب الله اللبنانية نعيم قاسم ليكون أمينها العام الجديد، وذلك في يوم الثلاثاء، وهو منصب ظل شاغراً بعد وفاة الأمين العام السابق حسن نصر الله. تعتبر هذه الخطوة علامة بارزة في مسيرة قاسم، الذي يعد من الشخصيات البارزة في الجماعة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.

خطاب قاسم ودعمه لجهود السلام

خلال خطاب استغرق 30 دقيقة، تم بثه عبر التلفزيون، أعرب قاسم عن دعم حزب الله لجهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يُعتبر حليفاً للجماعة، في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في المنطقة. وقد جاء ذلك في توقيت حساس للغاية، إذ لم يوضح قاسم لأول مرة ما إذا كانت الهدنة في غزة شرطاً مسبقاً لإيقاف إطلاق النار على إسرائيل.

أحداث مؤلمة تزامنت مع الانتخاب

تتزامن هذه الأحداث مع استهداف القيادي الكبير في حزب الله، هاشم صفي الدين، في هجوم إسرائيلي، بالإضافة إلى مرور 11 يوماً على مقتل نصر الله. هذه الظروف تعكس التوترات المتزايدة في المنطقة وتحديات القيادة الجديدة.

مسيرة قاسم في حزب الله

تم تعيين نعيم قاسم نائباً للأمين العام في عام 1991 خلال فترة الأمين العام السابق عباس الموسوي، الذي قُتل في هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 1992. ومنذ ذلك الحين، ظل قاسم في منصبه حتى تولى نصر الله قيادة الجماعة. عُرف قاسم كأحد أبرز المتحدثين باسم حزب الله، حيث أجرى العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية في ظل تصاعد الأعمال القتالية عبر الحدود مع إسرائيل.

الجذور والنشاط السياسي

وُلِد قاسم في عام 1953 في بيروت لعائلة من جنوب لبنان. بدأ حياته السياسية ضمن حركة أمل الشيعية، لكنه غادرها في عام 1979 بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، التي أثرت على فكر العديد من الناشطين الشيعة في لبنان. لعب قاسم دوراً مهماً في الاجتماعات التي أدت إلى تشكيل حزب الله بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

إسهاماته الفكرية والسياسية

كما عمل قاسم منسقاً عاماً لحملات حزب الله الانتخابية منذ أن خاضت الجماعة أول انتخابات برلمانية في عام 1992. وفي عام 2005، أعد قاسم كتاباً يروي فيه تاريخ حزب الله، والذي وُصف بأنه "نظرة نادرة من داخل الجماعة".

الرمزية والاختلافات الشخصية

من الملاحظ أن قاسم يرتدي عمامة بيضاء، على عكس نصر الله وصفي الدين، اللذين يرتديان عمامتين سوداويتين، مما يرمز إلى أن الأخيرين من نسل النبي محمد. هذه التفاصيل تعكس التنوع في الرموز والقيم داخل الجماعة.