-

توسيع الوجود الإسرائيلي في غزة وأثره

(اخر تعديل 2024-12-03 11:33:22 )

توسيع الوجود الإسرائيلي في غزة: تحليل شامل

في الأشهر الأخيرة، اتخذ الجيش الإسرائيلي خطوات ملموسة لتوسيع وجوده في وسط غزة، حيث قام بتعزيز القواعد العسكرية وهدم المباني الفلسطينية. تشير التقارير، بما في ذلك تحليل من صحيفة نيويورك تايمز وصور الأقمار الصناعية، إلى أن هذه التحركات تدل على استعداد إسرائيل لتحقيق سيطرة طويلة الأمد على المنطقة.

ممر نتساريم: نقطة تحول استراتيجية

منذ بداية الصراع في غزة، تمكنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على ممر بطول أربعة أميال يُعرف بممر نتساريم، والذي يقسم الجيب الفلسطيني إلى قسمين. هذه السيطرة تهدف إلى منع مئات الآلاف من النازحين من العودة إلى شمال غزة، مما أدى إلى تطور المنطقة إلى قاعدة عسكرية تمتد على 18 ميلًا مربعًا، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي وتحليل الصحيفة.
الحديقة السرية مترجم الحلقة 7

تدمير المباني وتوسيع القواعد العسكرية

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قام الجيش الإسرائيلي بهدم أكثر من 600 مبنى حول الممر، مما يعكس استراتيجية واضحة لإنشاء منطقة عازلة. كما تم توسيع شبكة الاستيطان العسكرية التي تتضمن أبراج اتصالات وتحصينات دفاعية لتعزيز السيطرة على المنطقة.

التحولات في السياسة الإسرائيلية

تشير هذه التطورات إلى تحول ملحوظ في موقف إسرائيل من غزة، حيث كانت تتجنب سابقًا الاحتفاظ بالأراضي، مما سمح لحركة حماس بإعادة بناء نفوذها في بعض المناطق. بينما يبرر الجيش الإسرائيلي التوسع لأسباب عملية، فإن ذلك يثير تساؤلات حول خطط إسرائيل المستقبلية تجاه غزة.

استراتيجية السيطرة على الحركة والتنقل

من خلال السيطرة على الممر الذي يقطع غزة من الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط، تمكنت إسرائيل من تنظيم حركة السفر عبر طول الجيب، مما أبقى مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في الجنوب. وقد وسع الجيش سلطته على جانبي هذا الممر، الذي يبلغ عرضه وطوله حوالي 4.3 ميل، مما يسهل السيطرة الكاملة للقوات الإسرائيلية على المنطقة.

التاريخ والآفاق المستقبلية

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد احتلت غزة خلال حرب عام 1967، واستمرت في الحفاظ على المستوطنات اليهودية والقواعد العسكرية هناك حتى عام 2005، عندما قامت بسحب قواتها ومستوطنيها. ومع ذلك، يرى بعض الوزراء الإسرائيليين أن السيطرة العسكرية الحالية يجب أن تفتح الطريق لاستئناف الاستيطان اليهودي في المنطقة، رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استبعد ذلك في الوقت الحالي.

مستوطنة نتساريم: رمزية السيطرة

تعتبر مستوطنة نتساريم، التي سمي الممر العسكري باسمها، الآن تقع داخل المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة.