الدارك ويب: أسرار وتحديات عالم الإنترنت الخفي
الدارك ويب: عالم غامض يتجاوز حدود الفهم
في نهاية التسعينات، بدأ ظهور مفهوم "الدارك ويب" كجزء من تطور تقنيات الإنترنت. وقد شرح الكاتب الصحفي المصري محمد فتحي، المتخصص في الإعلام الرقمي، كيف أن بعض الأنظمة الدفاعية العالمية كانت بحاجة إلى تشفير البيانات لحماية خصوصياتها وأسرارها العسكرية. هذا الاستخدام للتشفير كان نواة لظهور شبكات مشفرة تهدف إلى حماية هويات الأفراد وخصوصياتهم.
شبكات مشفرة لحماية الهوية
أكد فتحي في حديثه لقناة المحور أن بعض المحترفين في مجالات البرمجة استغلوا هذه الفكرة لإنشاء شبكات مشفرة، حيث أصبحت هذه الشبكات تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على سرية الأعضاء وعدم الكشف عن هويتهم. لكن هذا الاستخدام للتكنولوجيا يحمل أبعادًا قانونية وأخلاقية معقدة تتجاوز مجرد الحماية.
أبعاد قانونية وأخلاقية
أوضح فتحي أن الدارك ويب ليس مجرد مساحة آمنة، بل أنه يحتوي على أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات وبيع الأعضاء، والتي يصعب فيها اكتشاف هوية الأشخاص المتورطين. هذه الأنشطة تجعل من الصعب على السلطات تتبع الجريمة على هذا المستوى.
الإنترنت كجبل جليدي
وصف فتحي الإنترنت بأنه يشبه جبلًا جليديًا، حيث يمثل الإنترنت المألوف فقط 6% من إجمالي محتوى الإنترنت. أما الباقي فتشغله المعلومات العميقة التي تتعلق بالأبحاث العلمية والبيانات المحفوظة داخل الشركات. ويمثل الدارك ويب فقط 4% من هذا المحتوى، وهو ما يعكس عمق المحيط الذي يحتوي على معلومات سرية ومعقدة.
استخدام الدارك ويب
أشار فتحي إلى أن الدارك ويب يحتوي على مجموعة من الشبكات والمواقع التي يمكن أن يستخدمها الأفراد بغرض البحث أو بالصدفة. ولكن، من الصعب على أي مستخدم أن يصل إلى أصل الدارك ويب، إذ يمكن أن تكون هناك مخاطر مرتبطة باختراق المعلومات أو تنفيذ جرائم من خلاله، بما في ذلك التجارة بالعملات الرقمية المشفرة والأسلحة.
حجم الدارك ويب وتأثيره
أكد محمد فتحي أن حجم الدارك ويب لا يتجاوز 5% من محتوى الإنترنت، ومع ذلك، فإن أنشطته تتجاوز مليارات الدولارات سنويًا. وفقًا للإحصائيات، هناك حوالي 20 مليون مستخدم للدارك ويب حول العالم، وغالبًا ما يكون هؤلاء الأفراد محترفين ذوي مهارات عالية، مما يضعهم في بيئة مليئة بالمخاطر والتحديات.
أرض الحب الجميل الحلقة 5
المخاطر والتحديات
في ختام حديثه، أكد فتحي أن من أهم التحديات التي تواجه مستخدمي الدارك ويب هي ضرورة تقديم معلوماتهم الشخصية إلى الأدمن أو المسؤولين عن الشبكات، مما يجعل من الصعب الخروج من هذه الدائرة. هذه الديناميكية تدفع المستخدمين إلى تقديم بياناتهم الشخصية، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا على خصوصيتهم.
خلال لقاء محمد فتحي
انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا