أضرار التوتر والقلق على الجسم
يعتبر التوتر والقلق من المشاعر الطبيعية التي يواجهها الجميع في حياتهم اليومية. فهي ردود فعل طبيعية تحدث عندما نواجه تحديات، سواء كانت اجتماعية، مهنية، أو شخصية. ومع ذلك، فإن التوتر عندما يصبح مزمناً قد يؤثر سلباً على صحتنا الجسدية والنفسية. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأضرار التي قد تنجم عن التوتر المستمر وكيف يمكن أن تؤثر على جسم الإنسان بشكل عام.
أضرار التوتر والقلق على الجسم
عندما نتعرض لمواقف ضاغطة، يقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى الجسم لتحفيز الغدد الكظرية، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات تساعد الجسم على الاستجابة للتحديات، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى مجموعة من المشكلات الصحية عند استمرارها لفترة طويلة.
تأثير التوتر على الجهاز التنفسي
أحد الأضرار الشائعة للتوتر هو تفاقم أعراض الربو. حيث يمكن أن تؤدي المشاعر القوية والتوتر إلى صعوبة في التنفس، مما يزيد من خطر التعرض لنوبات الربو. للتخفيف من هذا التوتر، يمكن ممارسة تقنيات التنفس العميق، مثل:
- التنفس من خلال الأنف وإخراج الهواء من الفم ببطء.
- استنشاق الهواء لمدة سبع ثوانٍ، ثم حبس النفس لمدة سبع ثوانٍ، ثم الزفير لمدة سبع ثوانٍ.
- التركيز على عملية التنفس وتجاهل الأفكار الأخرى.
- تكرار هذه الخطوات ثلاث مرات.
مشاكل الجهاز الهضمي
التوتر لا يؤثر فقط على التنفس، بل يمكن أن يتسبب أيضاً في مشاكل هضمية متعددة. يتداخل إفراز الهرمونات نتيجة التوتر مع عملية الهضم، مما يؤدي إلى:
- الإمساك.
- الإسهال.
- عسر الهضم.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- قرحة المعدة.
- تقلصات المعدة.
تساقط الشعر
قد يتسبب التوتر أيضاً في تساقط الشعر، خاصة بعد المرور بفترات عصيبة مثل الطلاق أو فقدان شخص عزيز. وعادةً ما يتوقف تساقط الشعر عندما يخف التوتر، وقد يحتاج الشعر لعدة أشهر ليعود إلى حالته الطبيعية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى اضطراب يسمى "نتف الشعر"، حيث يقوم المصابون بسحب شعرهم بشكل متكرر، وغالباً ما يرتبط هذا السلوك بمشاعر القلق. يمكن أن يشمل العلاج الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي.
مشاكل القلب
تؤدي الاستجابة القلبية للجسم عند التعرض للتوتر إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. وإذا استمر التوتر لفترة طويلة، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول.
- النوبات القلبية.
الأشخاص الذين يعملون في بيئات عالية الضغط قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية، حيث تكون ضغوط العمل المرتبطة بجهد نفسي كبير أحد العوامل المؤثرة.
الصداع الناتج عن التوتر
التوتر قد يسبب أيضاً الصداع، بما في ذلك الصداع التوتري أو النصفي. يشعر الفرد غالباً كما لو أن "شريطاً يضغط على رأسه"، مما يزيد من توتر العضلات ويؤدي إلى تفاقم الألم.
ارتفاع مستويات السكر في الدم
أخيراً، يمكن أن يزيد التوتر من مستويات السكر في الدم. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من داء السكري من النوع 2، قد تكون مستويات السكر أعلى بشكل ملحوظ أثناء فترات الضغط، حيث يؤدي التوتر إلى إفراز المزيد من الكورتيزول والجلوكوز، مما يزيد من مقاومة الأنسولين.
تعتبر هذه الأضرار جزءاً من التأثير العام للتوتر والقلق على صحة الجسم. من المهم أن نتواصل مع أنفسنا ونتعلم كيفية إدارة هذه المشاعر بطرق صحية للحفاظ على صحتنا العامة.
الأمل لا يمكن تقييده مدبلج الحلقة 45