-

أموال الأسد: نقل 250 مليون دولار إلى روسيا

(اخر تعديل 2024-12-16 12:09:23 )

نقل 250 مليون دولار من الأسد إلى روسيا

كشف تحقيق جديد عن قيام البنك المركزي في سوريا بنقل ما يقارب 250 مليون دولار نقدًا إلى موسكو خلال فترة زمنية تمتد لعامين. هذا التحويل المثير للجدل تم في وقت كان فيه بشار الأسد، الديكتاتور السوري، مدينًا للكرملين بسبب الدعم العسكري الذي قدمته له روسيا.

حقائق حول التحويلات المالية

وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، فإن سجلات التحويلات تظهر أن نظام بشار الأسد، في ظل نقص حاد في العملة الأجنبية، أرسل نحو طنين من الأوراق النقدية من فئة 100 دولار و500 يورو إلى مطار فنوكوفو في موسكو، حيث تم إيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات بين عامي 2018 و2019.

روسيا: الحليف المالي للنظام السوري

تعتبر هذه التحويلات مؤشرًا على كيفية تحول روسيا إلى واحدة من الوجهات الرئيسية لأموال سوريا النقدية، بعد أن دفعت العقوبات الغربية النظام السوري إلى البحث عن ملاذات آمنة لأمواله. وقد اتهمت شخصيات معارضة وحكومات غربية نظام الأسد بنهب ثروات البلاد وتحويلها إلى نشاطات إجرامية لتمويل الحرب.

الدعم العسكري والعقارات الفاخرة

تزامنت هذه الشحنات المالية مع اعتماد سوريا المتزايد على الدعم العسكري من الكرملين، بما في ذلك من مرتزقة مجموعة فاغنر. في الوقت نفسه، بدأت عائلة الأسد في استثمار أموالها في شراء عقارات فاخرة في موسكو، مما يسلط الضوء على العلاقة المتشابكة بين الأموال السورية والنفوذ الروسي.

تحليل الخبراء والمحللين

وفي تصريحات له، قال ديفيد شينكر، الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، إن هذه التحويلات لم تكن مفاجئة بالنظر إلى أن نظام الأسد يميل إلى إرسال الأموال بانتظام إلى الخارج من أجل "تأمين مكاسبه غير المشروعة". وأكد أن النظام يحتاج إلى نقل أمواله إلى ملاذات آمنة لتأمين حياة فاخرة له ولأفراد دائرته المقربة.

الفساد كأداة للحكم

تحت قيادة أسماء الأسد، التي كانت مصرفية سابقة في جي بي مورجان، تم تشكيل مجلس اقتصادي رئاسي سري. يسيطر الأسد ومعاونوه على أجزاء مهمة من الاقتصاد السوري المدمر، حيث ارتبط النظام بالفساد كأداة للحكم وليس كظاهرة ثانوية.

عقوبات أمريكية على التحويلات النقدية

في عام 2015، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على محافظ البنك المركزي السوري السابق وموظفة في البنك لتسهيل التحويلات النقدية إلى روسيا. كما اتهمت الولايات المتحدة هذه الشخصيات بمحاولات الحصول على مواد كيميائية تستخدم في صناعة الأسلحة.

البنوك الروسية ودورها في التحويلات

تشير السجلات إلى أن الأموال التي أرسلت إلى موسكو في الفترة ما بين 2018 و2019 كانت تُودع في بنك المؤسسة المالية الروسية، وهو بنك مقره موسكو ويخضع لسيطرة الحكومة الروسية. وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على هذا البنك بسبب دوره في تسهيل التحويلات النقدية لصالح الحكومة السورية.

إيران ودعم النظام السوري

بينما كانت المؤسسات المالية الروسية تستقبل الأموال السورية، كانت إيران، الداعم الآخر للأسد، تعمل على توجيه العملة الصعبة إلى النظام. وقد لعب رجال الأعمال الرئيسيون للأسد أدوارًا مهمة في هذه العمليات، مما يعكس تعقيد العلاقات المالية والدعم الدولي المقدم للنظام.


حب بلا حدود مترجم الحلقة 46