تحليل موقف عيدروس الزبيدي في حضرموت
وجهة نظر الزبيدي: دعوة للتغيير في حضرموت
مع مرور الأيام وتوالي الأحداث الكبيرة، تتضح بشكلٍ جلي وجهة نظر اللواء عيدروس الزبيدي، والتي كانت دائمًا صائبة حيال بعض القرارات والمطالب التي دعا إليها مرارًا وتكرارًا. من بين هذه المطالب كان هناك ضرورة ملحة لإخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، وهو المطلب الذي حظي بدعم شعبي واسع من أبناء الجنوب، حيث خرجوا في مظاهرات جماهيرية ضخمة تطالب بإخراج هذه القوات من أراضيهم.
المطلب الشعبي وأهمية اتفاق الرياض
هذا المطلب لم يأتِ من فراغ، بل كان جزءًا من اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه في سياق الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ورغم ذلك، لا يزال إخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت أمرًا لم يتحقق بعد، حتى لم يتم نقلها إلى محافظة مأرب كما كان متوقعًا. ولكن الحادث الأخير الذي وقع في مدينة سيئون، حينما أطلق أحد جنود المنطقة العسكرية الأولى النار على جنود سعوديين مما أدى إلى مقتلهم، كان بمثابة تأكيد على صحة نصيحة الزبيدي، التي لم يُؤخذ بها في وقتها.
دعوة الزبيدي: ضرورة إخراج القوات
لقد كان الزبيدي، مدعومًا بشعب الجنوب، ينادي منذ فترة طويلة بضرورة إخراج المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت. وكان دائمًا ما يطرح هذا المطلب بأسلوب موضوعي وإيجابي، حيث يملك كل المبررات التي تجعله يستند إلى هذا الرأي. فاستمرار تواجد هذه القوات في وادي حضرموت يعكس رغبة عميقة في السيطرة على مناطق الجنوب، وهو ما يتعارض مع حق الجنوب في استعادة حريته واستقلاله، والذي سيتحقق عاجلًا أم آجلًا.
صوت الزبيدي: الحكمة والرؤية للمستقبل
سيظل اللواء عيدروس الزبيدي هو صوت العقل في هذه الظروف، وصاحب النصيحة التي قد تُغفل ولكن تداعيات تجاهلها ستكون وخيمة على المنطقة بأسرها. إن رؤيته تدعو إلى التفكير العميق في مستقبل الجنوب، وفي أهمية تحقيق الأمن والاستقرار من خلال إخراج القوات العسكرية التي لا تعكس إرادة الشعب الجنوبي.
إن دعوة الزبيدي ليست مجرد شعار، بل هي ضرورة ملحة لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة. فهل ستؤخذ هذه الحكمة بعين الاعتبار قبل فوات الأوان؟
المتوحش 2 مترجم الحلقة 10