تحذيرات من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد

تحذيرات من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي

في ظل التغيرات المستمرة التي يشهدها النظام التجاري العالمي، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) تحذيرات جديرة بالاهتمام، مشيرةً إلى أن العالم يواجه مرحلة حرجة من التحولات الاقتصادية. إذ تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا لنمو واستثمار الدول، وخاصة تلك التي تعاني من هشاشة اقتصادية.

رسوم جمركية جديدة ونتائجها المحتملة

في بيان رسمي لها، أكدت أونكتاد أن "الاقتصادات الكبرى على وشك تطبيق رسوم جمركية جديدة وجذرية". هذا التحذير يسلط الضوء على تحول خطر في النظام التجاري العالمي، وهو ما قد يعرقل تقدم الدول التي تعتمد على التجارة الدولية كجزء من استراتيجيات نموها. إن هذه السياسات تؤثر بشكل خاص على الدول النامية التي تسعى إلى تحسين أوضاعها الاقتصادية.

الإعلانات الأمريكية وتأثيرها العالمي

يأتي هذا التحذير بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الثاني من أبريل 2025 عن فرض رسوم جمركية متبادلة على الواردات من دول أخرى. وقد تضمنت هذه الرسوم زيادة بنسبة 10% كحد أدنى، مع تعديل الرسوم بحيث تصل إلى نصف ما تفرضه الدول الأخرى على الواردات الأمريكية. كما فرضت الولايات المتحدة في وقت سابق رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، ورفعت الرسوم على المنتجات الصينية إلى 20%. هذه الإجراءات تعكس سياسة تجارية أكثر انغلاقًا وتأثيرًا على الاقتصاد العالمي.

قلق دولي من احتمال نشوب حرب تجارية

في سياق متصل، أعربت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو إفيالا، عن قلقها من أن السياسات الأمريكية الجديدة قد تفتح الأبواب أمام نشوب حرب تجارية عالمية. حيث أضافت أن هذه الإجراءات من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي الدولي وتؤدي إلى اضطرابات في التجارة العالمية، ما يضع جميع الدول تحت ضغط كبير.

ردود الفعل على السياسات الأمريكية

من جانبها، أشارت وكالة "أكسيوس" الإخبارية إلى أن إعلان ترامب عن هذه الرسوم سيُسهم بشكل متسارع في تغيير ملامح النظام الاقتصادي العالمي. حيث يسعى الحلفاء التقليديون للولايات المتحدة إلى تعزيز اقتصاداتهم في مواجهة السياسات الأمريكية الجديدة، مما يضع الكثير من التحديات أمام التعاون الاقتصادي الدولي.

في الختام، يمكن القول إن التغيرات السريعة في السياسات التجارية الأمريكية تُعد بمثابة ناقوس خطر للاقتصادات العالمية، مما يستدعي المزيد من الحوار والتعاون الدولي لتجنب تفاقم الأوضاع وخلق بيئة تجارية مستدامة للجميع.