تحذير من تدهور وضع الأطفال في الضفة الغربية

أعرب المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيغبيدير، عن قلقه العميق بشأن الوضع المتدهور للأطفال في الضفة الغربية. حيث يستمر عدد الشهداء والجرحى والنازحين في الارتفاع، مما يضع أطفال المنطقة في مواجهة تحديات غير مسبوقة. وقد أظهرت الإحصائيات زيادة مقلقة بنسبة 200% في عدد الأطفال الشهداء، مما ينعكس سلبًا على حياتهم وحياة أسرهم.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

زيادة العنف وتأثيره على المدنيين

في تصريحاته، أدان بيغبيدير جميع أشكال العنف التي تستهدف الأطفال، داعيًا إلى وقف فوري للأعمال المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة. وشدد على ضرورة حماية جميع المدنيين، بما في ذلك الأطفال، دون استثناء. فالعنف المرتبط بالنزاع لا يزال يجلب الموت والخوف، مما يزيد من معاناة المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.

الوضع في جنين

أعرب المدير الإقليمي عن قلقه بشأن تصاعد العنف، خاصة في منطقة جنين. حيث أدت العمليات العسكرية هناك إلى استخدام متزايد للأسلحة المتفجرة والغارات الجوية، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية. هذا الوضع أدى إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء، مما يزيد من معاناة السكان.

النازحون وصعوبة الحياة اليومية

يواجه الأطفال وعائلاتهم في شمال الضفة الغربية، ولا سيما في مخيمات اللاجئين، صعوبات كبيرة. فقد نزحت آلاف العائلات بسبب العمليات العسكرية الأخيرة، مما أثر سلبًا على حياتهم اليومية. في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، مما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.

تعطيل التعليم والحاجة إلى الدعم النفسي

تظهر التقارير أن التعليم قد تعطّل لأكثر من 100 مدرسة، حيث لم يتمكن الطلاب والمعلمون من حضور الفصول الدراسية بأمان. هذا الأمر أدى إلى زيادة الضغط النفسي والاجتماعي على الأطفال، الذين يحتاج العديد منهم إلى دعم نفسي عاجل. إن الأوضاع الحالية تتطلب اهتمامًا خاصًا بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين.

ضرورة توفير المساعدة الإنسانية

أكد بيغبيدير على أهمية تمتع المنظمات الإنسانية بوصول آمن ودون عوائق، لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للأطفال وعائلاتهم. إن الأزمة المتفاقمة تؤكد على الحاجة الملحة للأطراف المعنية للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي.

الحاجة إلى حلول سياسية دائمة

في ختام تصريحاته، أكد بيغبيدير على أهمية البحث عن حل سياسي دائم، بدعم من المجتمع الدولي، لضمان أن يتمكن جميع الأطفال في المنطقة من العيش في سلام وأمان. كما أشار إلى استعداد اليونيسيف للعمل مع الشركاء لتلبية الاحتياجات العاجلة وطويلة الأجل للأطفال والعائلات المتضررة.

الوضع الإنساني في غزة

ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئ فلسطين (الأونروا) تمكنت خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار من الوصول إلى 1.2 مليون شخص بالطعام. وشدد المكتب الأممي على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار، مؤكدًا أهمية الحفاظ على التوسع الإنساني في غزة، حيث افتتحت الوكالة 37 ملجأً جديدًا للعائدين إلى الشمال، وقدمت المساعدات اللازمة للسكان المتضررين.