انتظار العودة إلى غزة: مأساة النازحين
العودة إلى غزة: مأساة النازحين
في قلب قطاع غزة، وبالتحديد في شارعي الرشيد وصلاح الدين، يتجمع الآلاف من النازحين الذين ينتظرون بفارغ الصبر السماح لهم بالعودة إلى ديارهم. قضى هؤلاء النازحون ليلة باردة في الشوارع، يتطلعون إلى العودة إلى مدينتهم غزة والشمال، على الرغم من التحديات التي يواجهونها.
الاحتلال الإسرائيلي وعواقبه
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمنع النازحين من العودة، مخالفًا ما تم الإعلان عنه في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي. هذا الاتفاق يشترط الإفراج عن "أربيل يهودا" كشرط للسماح للنازحين بالعودة، مما يزيد من معاناتهم.
أعداد النازحين والمعاناة اليومية
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن عشرات الآلاف من النازحين ينتظرون العودة بشغف، ومعظمهم مضطرون لقطع مسافة لا تقل عن سبع كيلومترات سيرًا على الأقدام. هؤلاء النازحون أمضوا ليلة في البرد القارس بجوار شاطئ البحر، متمسكين بالأمل في العودة إلى منازلهم التي دمرت.
مكانك في القلب 8 الحلقة 73
قصص إنسانية من قلب المعاناة
تحدثت إحدى النازحات عن تجربتها، حيث أشعلت وعائلتها النيران في الأخشاب التي استخدموها لبناء خيمتهم، بحثًا عن قليل من الدفء في هذه الأجواء القاسية. وأشار النازح محمد الكحلوت، البالغ من العمر 46 عامًا، إلى أنهم ينتظرون العودة رغم مخاوفهم من استهدافهم من قبل الاحتلال، حيث لا توجد أي ضمانات لسلامتهم.
العزيمة والتحدي
إسماعيل الشنباري، نازح من بلدة بيت حانون، أكد أنه سيعود إلى بلدته مهما كانت التكاليف، وأنه سيعيد نصب خيمته على أنقاض منزله. بينما فقد عوني شلح، من حي الشجاعية، ستة أفراد من عائلته بسبب الاحتلال، ومع ذلك يصر على العودة إلى خيمته فوق ركام بيته.
النساء والأمهات في مواجهة التحديات
سارة بكر، نازحة حامل في الشهر السابع، أكدت أنها ستعود حتى لو اضطرت إلى السير على الأقدام، رغم عدم معرفتها بمصير بيتها. هذه العزيمة في مواجهة الظروف الصعبة تعكس قوة الأمهات في قطاع غزة.
العدوان الإسرائيلي وآثاره
بين السابع من أكتوبر 2023 والـ19 من يناير 2025، تعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء. كما تسببت هذه الأوضاع في تهجير أكثر من 85% من سكان غزة، أي ما يزيد عن 1.93 مليون مواطن.
الحياة في مراكز الإيواء
يعيش حاليًا حوالي 1.6 مليون شخص في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. هذا الوضع يعكس دمارًا غير مسبوق في البنية التحتية وسبل العيش، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من قطاع غزة قد دُمّر.