الحرب الأوكرانية: مأساة إنسانية مستمرة

الحرب الأوكرانية: مأساة إنسانية مستمرة

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا يكشف عن الأبعاد المأساوية للصراع الذي لا يزال يؤثر بشكل كبير على حياة الملايين. مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أعدّ دراسة شاملة توثق الخسائر البشرية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، مما يسلط الضوء على الأثر المدمر لهذه الحرب.

الخسائر البشرية: أرقام صادمة

بحسب التقرير، فقد قُتل أكثر من 12,600 مدني، وأصيب أكثر من 29,000 آخرين منذ بداية القتال في فبراير 2022، بما في ذلك ما لا يقل عن 2,400 طفل. هذه الأرقام تشير إلى مأساة إنسانية حقيقية، حيث يعيش الملايين من الأوكرانيين في حالة من الخوف الدائم من التصعيد المستمر للصراع.

القيود على المساعدات الإنسانية

في المناطق الخاضعة للاحتلال، يواجه الناس قيودًا صارمة تمنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية. ويعاني السكان من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية، مما يجعل حياتهم أكثر صعوبة في ظل الظروف الراهنة. يشير التقرير إلى أن جيلًا كاملًا من الأطفال ينشأ في بيئة مليئة بالصراعات، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.

الأضرار الواسعة في البنية التحتية

أوضح التقرير أن أكثر من 10% من المساكن في أوكرانيا قد تضررت أو دُمّرت بالكامل، مما أدى إلى تشريد مليوني أسرة. فقدت هذه الأسر مأوى مناسب، مما يزيد من معاناتهم. كما تم استهداف أكثر من 3,600 مدرسة وجامعة، مما أجبر مئات الآلاف من الطلاب على الاعتماد على التعليم عن بعد في ظروف غير مستقرة.
المشردون الحلقة 13

الأثر المدمر على قطاع الطاقة

تتواصل الهجمات على قطاع الطاقة في أوكرانيا، حيث تعرضت المنشآت الحيوية لضربات متكررة أدت إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن المدن لثلاثة فصول شتاء متتالية. هذا الوضع ترك السكان يواجهون ظروفًا مناخية قاسية، مما يعرض حياتهم للخطر.

دعوة للدعم الدولي

وفي ختام التقرير، أكد مكتب الأمم المتحدة أن 12.7 مليون شخص في أوكرانيا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. يُشدد التقرير على أهمية تقديم الدعم الدولي لتخفيف الأزمة التي تعصف بالبلاد، وذلك من أجل تحسين الظروف المعيشية للمحتاجين وإعادة الأمل لهم في مستقبل أفضل.