-

مؤتمر التسامح لمكافحة التطرف في جنيف

مؤتمر التسامح لمكافحة التطرف في جنيف
(اخر تعديل 2025-02-04 11:09:33 )

مشاركة اللواء عيدروس الزبيدي في مؤتمر جنيف

شارك اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف الذي انطلقت أعماله في مدينة جنيف السويسرية. وقد تم تنظيم هذا المؤتمر من قبل المنظمة الدولية للبلدان الأقل نموًا.

كلمة اللواء الزبيدي في المؤتمر

خلال المؤتمر، الذي جمع نخبة من القادة والشخصيات الدولية المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب، ألقى اللواء الزبيدي كلمة عبر الاتصال المرئي، حيث بدأها قائلاً:

التزامنا بالسلام والتسامح

بسم الله الرحمن الرحيم، السيدات والسادة، إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم اليوم، ونحن نستهل عامًا جديدًا مليئًا بالآمال المتجددة لإحلال السلام والاستقرار. إن مشاركتنا في هذا المنبر تأتي في إطار سعينا المستمر لتعزيز قيم السلام والتسامح، التي نطمح إلى ترسيخها عالميًا. لقد قام شعبنا في جنوب اليمن ببناء نضالاته على أساس قوي من التصالح والتسامح، معتمدين عليه لتحقيق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال والعيش الكريم.

التحديات الأمنية في جنوب اليمن

الحضور الكريم، نحن في جنوب اليمن نواجه تحديًا أمنيًا معقدًا، إذ نتصدى لجماعات متطرفة تهدد أمننا واستقرار منطقتنا، ومن ضمنها تنظيم القاعدة وداعش، بالإضافة إلى التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي الإرهابية. ورغم هذه التحديات، نؤكد التزامنا الجاد بمكافحة التطرف والإرهاب، ليس فقط دفاعًا عن أراضينا، بل لحماية أمن واستقرار المنطقة والعالم وتعزيز قيم السلام والتسامح.

تضحيات القوات الجنوبية

إن قواتنا، رغم حداثة تجربتها وقلة إمكانياتها، تخوض معارك ضارية ضد التنظيمات الإرهابية بعزيمة لا تلين. وقد تعرضت هذه القوات لهجمات متكررة خلال السنوات الثلاث الماضية، أسفرت عن سقوط (6794) ما بين شهيد وجريح، بينهم نحو 55٪ من المدنيين.

التحديات التاريخية للجماعات الإرهابية

السيدات والسادة، إن الجماعات الإرهابية التي نواجهها ليست وليدة اليوم، بل بدأت نشاطها منذ عام 1990، حيث تم حشد وتجميع الأفغان العرب لغزو الجنوب في صيف 1994، وتلى ذلك توطين تلك العناصر في بعض مناطق الجنوب واليمن. لقد أصبحت هذه الجماعات جزءًا من شبكة عالمية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

التهديدات الدولية

لقد شهدنا كيف استهدفت تلك التنظيمات المصالح الدولية، بدءًا من الهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في عام 2000، وصولًا إلى العمليات الإرهابية التي طالت المدنيين في باريس وهجمات 11 سبتمبر في نيويورك. كما تواصل ميليشيات الحوثيين تنفيذ هجمات تهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية الموقع الجغرافي لجنوب اليمن

إن الموقع الجغرافي لجنوب اليمن يجعله نقطة استراتيجية حيوية للأمن الإقليمي والدولي. تسعى هذه الجماعات إلى السيطرة على الشريط الساحلي لبحر العرب وممر باب المندب، مما يمكنها من فرض شروطها على التجارة الدولية وتنفيذ عمليات إرهابية عبر الحدود. ولذا فإن تداعيات هذه الأنشطة ليست محصورة في اليمن فحسب، بل تمتد إلى الأمن البحري العالمي وحركة الملاحة التي يعتمد عليها الاقتصاد الدولي.

دعوة لتعزيز الشراكة الدولية

نحن في جنوب اليمن نقف في الخطوط الأمامية لمكافحة التطرف والإرهاب، مدافعين عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ورغم أهمية هذه الجهود، فإننا نرى حاجة ملحة لتعزيز الشراكة الدولية، خاصة من أصدقائنا في الغرب، لدعم هذه المعركة الحاسمة على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية. إن مواجهة الإرهاب تتطلب استجابة عالمية منسقة.

التوجه نحو السلام

الحضور الكرام، نحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب. لقد كانت العاصمة عدن ومناطق الجنوب دائمًا حاضرة للسلام والتعايش. ما حملنا السلاح مؤخرًا إلا للدفاع عن أنفسنا وأرضنا بعد أن امتدت إليها يد الإرهاب. نسعى اليوم لتأمين مناطقنا والمشاركة الفعالة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، لنعيش مع الجميع بسلام.

دعوة لدعم المجتمع الدولي

في الختام، ندعو المجتمع الدولي إلى تبني نهج شامل في التعامل مع الأوضاع في اليمن، بحيث يشمل دعم مسارات الحوار والسلام إلى جانب الجهود العسكرية لمكافحة الإرهاب. إن معركتنا ليست مجرد معركة محلية، بل هي جبهة متقدمة لحماية الأمن والاستقرار العالمي. نسأل الله أن يعم السلام والاستقرار والرخاء على بلدنا الحبيب وعلى جميع شعوب العالم.

شكراً لكم جميعًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 17

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا.