-

الثورة الجنوبية ودور الإعلام في تعزيز الهوية

الثورة الجنوبية ودور الإعلام في تعزيز الهوية
(اخر تعديل 2024-11-28 04:33:30 )

الثورة الجنوبية والإعلام: مسيرة من النضال

شهد جنوب اليمن مراحل نضالية عديدة منذ انتهاء حرب الاحتلال المشؤومة، إلا أن الإعلام لم يكن له دور بارز في تلك الفترات. ومع انطلاق ثورة الحراك السلمي في يوليو 2007، أدرك الجنوبيون أهمية وجود إعلام مستقل وحر لنقل صوتهم للعالم وتوثيق أحداث ثورتهم المتسارعة دون أي تلاعب أو تشويه.

ظهور الإعلام الجنوبي المستقل

في خضم هذه الثورة السلمية، بدأت تظهر قنوات وصحف ومواقع إعلامية جنوبية. ومع ذلك، لم تدم هذه التجارب طويلاً، حيث اختفت العديد منها بسبب قلة الموارد أو تعرضها للاختراق من قبل النظام الحاكم، الذي سعى جاهدًا لتقويض أصوات الجنوبيين المعارضة. ومن أبرز تلك التجارب، صحيفة الأيام وقناة عدن لايف، التي على الرغم من بثها من الخارج، إلا أنها أغلقت بعد فترة قصيرة بسبب التكاليف العالية.

التوجه نحو الفضاء الإلكتروني

مع تراجع وسائل الإعلام التقليدية، توجه الشباب الجنوبي إلى المنتديات والمدونات على شبكة الإنترنت، في وقت كانت فيه وسائل الإعلام الخارجية تقتصر على الشماليين، مما جعل وجود مراسلين جنوبيين في وسائل الإعلام العالمية نادرًا للغاية.

تدمير المنظومة الإعلامية الجنوبية

تعرض الإعلام الجنوبي لتدمير ممنهج منذ احتلال الجنوب في يوليو 1994، حيث تم إقصاء وتهميش الكوادر الإعلامية. إلا أن إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قدما دفعة جديدة للإعلام الجنوبي، حيث تم تأهيل 50 إعلاميًا في دورات محترفة في جمهورية مصر العربية، مما أسهم في خلق إعلام جنوبي قوي قادر على صنع الحدث.

استراتيجيات جديدة لتعزيز الإعلام الجنوبي

بدأت القيادة الجنوبية بتدشين الإعلام الرسمي من خلال افتتاح إذاعة هنا عدن في 9 فبراير 2019 وقناة عدن المستقلة في 13 مايو 2019. هذا التطور كان له تأثير كبير على الإعلام الجنوبي، حيث تم وضع استراتيجية واضحة للخطاب الإعلامي، تعزز الهوية الوطنية الجنوبية وتدعم مبادئ التسامح والتصالح.

توسيع نطاق الإعلام الجنوبي

تم تأسيس قطاعات إعلامية جديدة مثل قطاع الإذاعة والتلفزيون والصحافة الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تدريب وتأهيل الإعلاميين وتأسيس عشرات المواقع الإلكترونية الجنوبية، مما ساهم في تدريب المئات من الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين.

الهيئات الإعلامية والنقابات

تأسست عدة هيئات وصحفية وإعلامية جديدة، مثل الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، والتي تمثل حاضنة للمئات من الإعلاميين الجنوبيين، حيث ساهمت في توسيع مساحة الحرية ودعم الكوادر الإعلامية.

التصدي للحرب الإعلامية

تواجه الإعلام الجنوبي تحديات كبيرة بسبب الحملات الإعلامية السلبية التي تنتهجها بعض الأطراف، مثل حزب الإخوان ومليشيات الحوثي. ومع ذلك، استطاع الإعلام الجنوبي كشف هذه الحقائق وفضح الأهداف الحاقدة وراء تلك الحملات.

إنجازات الإعلام الوطني الجنوبي

على الرغم من التحديات، حقق الإعلام الوطني الجنوبي العديد من الإنجازات وقدم تضحيات كبيرة. فقد تمكن من صد الضغوط الإعلامية وبدأ في كشف التضليل الإعلامي، مما أعطى للإعلام قوة أكبر في مواجهة التحديات.

صوت المواطن في الإعلام

أصبح كل مواطن جنوبي مذيعًا وصانع أحداث، مما يعكس تلاحم المجتمع الجنوبي وقوة إرادته في الدفاع عن قضيته. وقد عبر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي عن تقديره لكل إنجازات الإعلام ودوره في تعزيز المقاومة الجنوبية.

للمزيد من الأخبار والتحديثات، انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وابقوا على اطلاع دائم.


العبقري مدبلج الحلقة 51