-

قضية الجنوب العربي: نضال مستمر من أجل الحرية

قضية الجنوب العربي: نضال مستمر من أجل الحرية
(اخر تعديل 2025-01-26 05:33:21 )

المشهد الجنوبي: نضال طويل من أجل الحرية

تتجذر قضية الجنوب العربي في تاريخٍ طويل من النضال والمقاومة، يمتد لعقود من الزمن قبل أن تنشأ الأزمة الحالية في اليمن. منذ عام 1990، عندما تحققت الوحدة بين الشمال والجنوب، بدأ فصل جديد من المعاناة في حياة الجنوبيين. فبعد أن انقلب نظام صنعاء على شركاءه في الوحدة، فرض احتلالًا عسكريًا على الجنوب، مما أدى إلى نشوب حرب مدمرة ضد شعب مسالم وأرض تحمل تاريخًا عريقًا.

الانقلاب الحوثي والفوضى السياسية

بينما شهدت الساحة اليمنية حالة من الفوضى السياسية بعد الانقلاب الحوثي، يبقى السؤال الأهم: لماذا يُلقى الضوء على هذا الانقلاب وتُغفل القضايا الأكثر عمقًا وتعقيدًا وعدالة مثل القضية الجنوبية؟ إن الحرب التي تشهدها البلاد ليست مجرد صراع بين أطراف سياسية، بل هي أيضًا صراعٌ شرس بين الحق والباطل، بين شعب يطمح لاستعادة دولته وهويته واحتلال يسعى للسيطرة عليها بالقوة.

تجاهل المجتمع الدولي للقضية الجنوبية

يبدو أن المجتمع الدولي، في تضاريسه المعقدة، مشغول بقضية الحوثيين، رغم أن هذا الانقلاب يُعتبر شأنًا داخليًا بامتياز. بينما تُهمل بشكل غريب قضية الجنوب، التي تتطلب تفاعلًا حقيقيًا وتدخلًا صارماً من قبل المجتمع الدولي. فالأمر يتعلق باحتلال عسكري لدولة أخرى، وقضية تعكس تضحيات شعب يُطالب بحقوقه المشروعة.

تضحيات الجنوبيين ومطالبهم المشروعة

لقد عانى الجنوبيون من جورٍ لا يُمكن تجاهله، ولم يتوقف نضالهم عند حدود قدرتهم على المقاومة. بل قدموا قوافل من الشهداء، وخرجوا في مليونيات حاشدة تعكس رغبتهم القوية في الحرية والاستقلال. في حين أن الشعب في الشمال لم يشهد تحركًا احتجاجيًا ضد الحوثيين، مما يعكس موقفًا مختلفًا تمامًا. فالقضية الجنوبية ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي قضية وجود وكرامة وهوية.

تساؤلات حول العدالة الدولية

وهنا يبرز التساؤل الجوهري: لماذا يتم تجاهل القضية الجنوبية رغم عدالتها وشرعيتها الدولية؟ أليس من الجائر أن يُهمل المجتمع الدولي نضالات شعب يُظهر للعالم بأسره رغبة قوية في استعادة هويته وسيادته، بينما يركز الضوء على قضايا داخلية تُعتبر جزءًا من الصراعات على السلطة؟
السلة المتسخة الحلقة 41

ضرورة إعادة التفكير في السياسات الدولية

لا بد من إعادة التفكير في السياسات الدولية تجاه هذه القضية، حيث أن التغاضي عن حقوق الجنوبيين وتضحياتهم ليس فقط جحودًا لإرادة الشعب، بل هو انتهاك للقيم الإنسانية التي تدعيها القوى الدولية. يتطلب الأمر تعبئة دولية لدعم حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، ومواجهة حقيقة أن القضية الجنوبية هي قضية شعب يعاني الاحتلال والاضطهاد.

الأمل في تحقيق العدالة

إن الأمل يكمن في أن يدرك المجتمع الدولي أن الالتزام بقيم العدالة يعني الاعتراف بقضايا جميع الشعوب، وليس فقط قضايا الأقوياء. فكلما استمر تجاهل القضية الجنوبية، زادت الفجوة بين الشعوب والأمم، مما يُهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي. فالقضايا العادلة هي التي تخلق التضامن، والفرص الحقيقية للسلام، وليس العنف والفوضى.

دعوة للجنوبيين في محافل العالم

لذا، يبقى صوت الجنوبيين عاليًا، ويجب أن يُسمع في كل محفل دولي، كنداء يرتفع لمواجهة الظلم والمطالبة بالحقوق. إن الوقت حان لتحقيق العدالة، وإعادة النظر في المعايير المزدوجة التي تحكم العلاقات الدولية، حتى ننعم بعالمٍ أكثر إنصافًا، يسعى لتقدير إنسانية كل الشعوب.

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا