أهمية النوم الكافي للمراهقين وفوائده
في عالمنا اليوم، يُعتبر النوم جزءًا أساسيًا من حياة كل فرد، لكنه غالبًا ما يُهمل عند الحديث عن المراهقين. على الرغم من أن الكثير من الاهتمام يُعطى لنوم الأطفال الصغار، إلا أن النوم الجيد والمناسب للمراهقين له أهمية كبيرة أيضًا. وفقًا للإحصائيات، يعاني حوالي 50% من المراهقين من نقص في ساعات النوم اللازمة، حيث يكتفي الكثير منهم بنوم يتراوح بين ست إلى سبع ساعات فقط كل ليلة.
عدد ساعات النوم الكافية للمراهقين
توصي الدراسات الطبية بأن يحصل المراهقون على ما بين ثماني إلى عشر ساعات من النوم كل ليلة. ومع ذلك، فإن التغيرات الطبيعية في نمط نومهم تجعلهم يفضلون السهر لوقت متأخر، مما يتعارض مع ساعات المدرسة المبكرة. هذا الوضع يؤدي إلى فقدانهم لعدد كبير من ساعات النوم، مما يؤثر سلبًا على مزاجهم وأدائهم.
يعمل الجسم البيولوجي للمراهقين وفق إيقاع مختلف عن الصغار والكبار، مما يجعلهم يشعرون بالحاجة إلى السهر والنوم في أوقات متأخرة. ونتيجةً لذلك، يواجه المراهقون تحديات متعددة تشمل متطلبات المدرسة والأنشطة الرياضية، مما يجعل النوم يتراجع في أولوياتهم. لكنهم يحاولون تعويض نقص النوم من خلال قيلولات قصيرة خلال النهار أو النوم لفترات طويلة في عطلات نهاية الأسبوع.
فوائد النوم
النوم ليس مجرد فترة راحة، بل هو ضروري لصحة المراهقين الجسدية والنفسية. إليكم أبرز فوائد النوم التي تعود على هذه الفئة العمرية:
دعم الصحة العقلية
تشير الأبحاث إلى أن نقص النوم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المزاج والنمو الاجتماعي للمراهقين. قد يؤدي الحرمان من النوم إلى ارتفاع خطر الاكتئاب، كما أن الدراسات أظهرت أن المراهقين الذين ينامون أقل من سبع ساعات ليلاً يتعرضون لمخاطر أكبر تشمل الأفكار الانتحارية، ولا تُعالج هذه المخاوف ببساطة من خلال النوم لفترات طويلة في عطلات نهاية الأسبوع.
تقليل خطر الإصابات
يُعتبر النوم عنصرًا حيويًا لتعافي العضلات وصحة الدماغ، وهما عاملان أساسيان لتجنب الإصابات، خصوصًا للرياضيين. تظهر الدراسات أن الرياضيين المراهقين الذين لا ينامون بشكل كافٍ يكونون أكثر عرضة للإصابة، كما أن عدم النوم الجيد يؤثر سلبًا على أوقات رد الفعل، مما يزيد من هذا الخطر.
ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن المراهقين الذين لا يحصلون على سبع ساعات من النوم ليلاً هم أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل تعاطي الكحول أو المخدرات، والقيادة المشتتة، وعدم ارتداء حزام الأمان.
مكانك في القلب 8 الحلقة 12
تعزيز الانفعال العاطفي
النوم الجيد يساعد المراهقين على تنظيم مشاعرهم بشكل أفضل، مما يساهم في تحسين علاقاتهم الاجتماعية ويقلل من الاندفاعية. هذه القدرة على التحكم في المشاعر تعتبر ميزة مهمة خلال فترة المراهقة.
تحسين وظائف المخ
يتيح النوم للمخ فرصة لتخزين المعلومات والذكريات التي تم جمعها خلال اليوم. نقص ساعات النوم يؤثر سلبًا على قدرة المراهقين على الانتباه، التعلم، وترسيخ الذكريات، مما ينعكس على أدائهم الأكاديمي.