أضرار كثرة الجلوس على صحة القلب

في عالمنا الحديث، أصبح الجلوس لفترات طويلة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فقد أثبتت الدراسات أن التأثيرات السلبية لهذا السلوك على صحة القلب لا يمكن تجاهلها. تشير الأبحاث الحديثة إلى أهمية الحركة، حتى ولو لبضع دقائق، كبديل فعال لتحسين صحة القلب. إذًا، كيف يؤثر الجلوس على قلوبنا؟ دعونا نستعرض ذلك بمزيد من التفصيل.

أضرار كثرة الجلوس على صحة القلب

أظهرت الأبحاث التي أجرتها جامعة لندن كوليدج، والمُنشورة في مجلة القلب الأوروبية، أن استبدال فترات الجلوس ببعض الدقائق من التمارين المتوسطة الشدة يمكن أن يُحسن صحة القلب بشكل ملحوظ. فقد أظهرت النتائج أن الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الوفاة، مما يجعل من الضروري اتخاذ خطوات لتعزيز النشاط البدني.
المشردون الحلقة 9

للتأكد من ذلك، قام الباحثون بتطوير نموذج لتحديد التأثيرات الناتجة عن استبدال سلوكيات معينة على مدار أسبوع. على سبيل المثال، استبدال 30 دقيقة من الجلوس بتمارين معتدلة ساهم في تحسين صحة قلب امرأة تبلغ من العمر 54 عامًا، كما أدى إلى تقليل محيط خصرها بمقدار 2.5 سم.

في دراسة سابقة، وُجد أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 12 ساعة يوميًا في وضعية الجلوس معرضون لخطر الوفاة بنسبة 38% إذا لم يمارسوا 22 دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية يوميًا. وهذا يوضح أن النشاط البدني له تأثير إيجابي مباشر على صحة القلب.

أضرار الجلوس على الصحة

علاوة على التأثيرات السلبية على القلب، أظهرت الدراسات الطبية أن الجلوس لساعات طويلة يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات واختلال التوازن العضلي، خاصة في عضلات الجذع والساقين. الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي أيضًا إلى سوء وضعية الجسم، وانخفاض الدورة الدموية، وزيادة الوزن، وكذلك السمنة.

تشير الأبحاث إلى أن الجلوس لفترات طويلة يرتبط أيضًا بالمشاكل العصبية. على سبيل المثال، وُجد أن الجلوس دون حركة لمدة 10 ساعات أو أكثر يوميًا يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وقد يكون هذا مرتبطًا بانخفاض تدفق الدم إلى المخ وزيادة الالتهاب.

كيفية تقليل خطر الجلوس المطول

رغم عدم وجود دليل قاطع حول المدة التي يمكن أن نقضيها في حالة الجلوس دون التأثير السلبي على صحتنا، يُنصح بمحاولة الجلوس لأقل قدر ممكن. تشير البيانات إلى ضرورة ممارسة دقيقتين إلى ثلاث دقائق من التمارين المعتدلة لكل ساعة من الجلوس لتحقيق توازن صحي.

وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة قد يحتاجون إلى 40 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي يوميًا لتقليل مخاطر الوفاة بنسبة 30%. في حين أن الأشخاص الذين يجلسون لمدة ست ساعات فقط يوميًا قد يحتاجون إلى خمس دقائق فقط لتحقيق نفس القدر من التخفيض في المخاطر.