-

عظمة يوم 20 رمضان في التاريخ الإسلامي

عظمة يوم 20 رمضان في التاريخ الإسلامي
(اخر تعديل 2025-03-19 22:09:24 )

حدث في مثل هذا اليوم 20 رمضان

يُعتبر يوم 20 رمضان واحداً من أعظم الأيام في التاريخ الإسلامي، حيث شهد أحداثاً بارزة غيّرت مسار الأمة الإسلامية. من بين هذه الأحداث المميزة، جاء فتح مكة في العام الثامن للهجرة، وهو الحدث الذي مهد الطريق لانتشار الإسلام في كافة أرجاء الجزيرة العربية. هذا اليوم لم يكن فقط شاهداً على انتصارات عظيمة، بل شهد أيضاً ميلاد قائدين عظيمين، هما محمد بن القاسم الثقفي، الذي فتح بلاد السند، وسيف الدين قطز، الذي قاد معركة عين جالوت ضد التتار.

فتح مكة: الحدث الأعظم

في مثل هذا اليوم، من العام الثامن للهجرة، تحقق ما كان يُعتبر مستحيلاً، حيث دخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً. جاءت هذه اللحظة بعد سنوات من الصراع مع قريش، لتجسد أسمى معاني التسامح والقوة في آن واحد. فبعد نقض قريش لصلح الحديبية، قرر النبي تجهيز جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، زحف بهم نحو مكة.

فتح مكة: الحدث الأعظم

لم يواجه المسلمون مقاومة تُذكر، إذ استسلمت قريش وسلمت المدينة دون قتال. وعندما دخل النبي الكريم الكعبة، دمر الأصنام معلناً بداية عهد جديد من التوحيد والعدل. بقوله الشهير: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، قدم أروع مثال في العفو عند المقدرة، ليؤسس لدولة إسلامية قوية تمتد بعد ذلك شرقاً وغرباً.
الطائر الرفراف الحلقة 99

مولد محمد بن القاسم الثقفي: الفاتح الشاب

في 20 رمضان من العام 72 هـ، وُلد محمد بن القاسم الثقفي، القائد الشاب الذي لم يتجاوز عمره العشرين سنة عندما قاد الحملة الإسلامية لفتح بلاد السند. بتكليف من الحجاج بن يوسف الثقفي، انطلق محمد بن القاسم في جيش مُجهز، واستطاع بعبقريته العسكرية اختراق دفاعات السند ليحقق نصراً عظيماً أدخل تلك البلاد في دين الإسلام. ورغم إنجازاته الكبيرة، انتهت حياته بشكل مبكر، حيث توفي عن عمر يناهز الرابعة والعشرين بعد عزله من منصبه وسجنه.

مولد سيف الدين قطز: قاهر المغول

كما شهد يوم 20 رمضان من العام 652 هـ مولد القائد المملوكي سيف الدين قطز، الذي تحمل مسؤولية إنقاذ العالم الإسلامي من الاجتياح المغولي. بعد توليه حكم مصر، استطاع قطز توحيد الصفوف واستنهاض الأمة لمواجهة التتار الذين دمروا بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية. في معركة عين جالوت، التي وقعت في 25 رمضان من العام 658 هـ، قاد جيش مصر إلى انتصار ساحق أنهى أسطورة المغول الذين اعتقدوا أنهم لا يُقهرون. لكن حكم قطز لم يدم طويلاً، حيث قُتل أثناء عودته إلى مصر، ليظل اسمه محفوراً في صفحات التاريخ الإسلامي كأحد أبرز القادة.