-

قصة الإسراء والمعراج العظيمة

قصة الإسراء والمعراج العظيمة
(اخر تعديل 2025-01-24 20:52:18 )

تُعتبر حادثة الإسراء والمعراج واحدة من أبرز المعجزات التي اختصّ الله بها النبي محمد ﷺ. إنها رحلة مدهشة تجمع بين الروح والجسد، حيث انتقل النبي من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ومنها إلى السموات العُلى. تحمل هذه الواقعة دلالات عميقة تعكس عظمة الرسالة الإسلامية وتُظهر صبر الرسول في مواجهة التحديات.

قصة الإسراء والمعراج

وقعت حادثة الإسراء والمعراج في وقت كان النبي محمد ﷺ يعاني من أشد المحن، وذلك بعد وفاة زوجته خديجة بنت خويلد وعمّه أبو طالب، اللذين كانا يمثلان له الدعم المعنوي والمادي. وفي ليلة مباركة، نزل جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ ومعه البُراق، وهو دابة بيضاء فائقة السرعة. صعد النبي ﷺ على ظهر البراق، وانطلقت الرحلة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، حيث صلّى النبي ﷺ إمامًا بالأنبياء. كان هذا المشهد تجسيدًا لوحدة الرسالات السماوية، حيث اجتمع الأنبياء في هذا المكان المقدس.

المعراج إلى السماوات

ومن المسجد الأقصى، بدأت رحلة المعراج، حيث صعد النبي ﷺ إلى السموات العُلى بصحبة جبريل عليه السلام. في كل سماء، التقى عددًا من الأنبياء، مثل آدم في السماء الأولى، وعيسى ويحيى في السماء الثانية، ويوسف في الثالثة، وإدريس في الرابعة، وهارون في الخامسة، وموسى في السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة. وفي نهاية الرحلة، وصل النبي ﷺ إلى سدرة المنتهى، وهو مقام لم يصل إليه أحد من البشر أو الملائكة، وفي تلك اللحظة تم فرض الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم.

دلالات ومعاني الإسراء والمعراج

تمثل الإسراء والمعراج درسًا إيمانيًا عظيمًا في الثبات والصبر على المحن، كما تُبرز أهمية الصلاة كصلة مباشرة بين العبد وربه. إذ كانت الفريضة الوحيدة التي جاءت من فوق سبع سماوات، مما يعكس مكانة الصلاة في الإسلام.

ردود فعل قريش

عندما أخبر النبي ﷺ قريش بهذه الرحلة، استنكر الكفار الأمر وعدّوه مستحيلًا. لكن المؤمنين، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق، صدّقوا النبي دون تردد، مما أكسبه لقب "الصديق". هذه الحادثة تظل مصدر إلهام للمسلمين، حيث تؤكد على أهمية الإيمان بالقضاء والقدر، والثقة بالله.

تظل قصة الإسراء والمعراج تفيض بالدروس والعبر التي تلهم البشرية حتى يومنا هذا، مشددة على أهمية الإيمان والصبر في مواجهة المواقف الصعبة.
الكذبة الحلقة 31