-

يوم اللغة السقطرية: إرث ثقافي جنوبي

يوم اللغة السقطرية: إرث ثقافي جنوبي
(اخر تعديل 2025-03-03 03:52:15 )

احتفالية يوم اللغة السقطرية

في الثالث من مارس من كل عام، يحتفل أبناء سقطرى والجنوب بيوم اللغة السقطرية، حيث تتجلى أهمية هذا اليوم كاحتفاء بإرث ثقافي عريق يعكس الهوية والتاريخ الجنوبي. إن الاحتفال بهذا اليوم لا يقتصر فقط على تقديم الفقرات الثقافية والفنية، بل هو دعوة جماعية لحماية لغة تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المنطقة وتراثها.

تحديات تواجه اللغة السقطرية

تأتي هذه المناسبة في ظل ظروف صعبة تواجه اللغة السقطرية، حيث تتزايد التحديات التي تهدد استمراريتها. من أبرز هذه التحديات:

  • عدم وجود نظام كتابي رسمي، مما يجعل اللغة عرضة للاندثار.
  • تراجع استخدامها بين الأجيال الجديدة نتيجة العولمة والانفتاح الثقافي.
  • قلة المبادرات المؤسسية التي تهدف إلى توثيق وتعليم اللغة في المناهج الدراسية.

أهمية الحفاظ على اللغة السقطرية

إن اللغة السقطرية تعتبر من أقدم اللغات السامية الجنوبية، وتتميز بمفرداتها الفريدة وتراكيبها اللغوية التي لا توجد في أي لغة أخرى. ورغم عدم وجود نظام كتابي رسمي لها، إلا أنها استطاعت البقاء عبر التناقل الشفهي بين الأجيال.

تندرج اللغة السقطرية ضمن اللغات الإفريقية الآسيوية السامية، وتنتمي إلى عائلة اللغات العربية الجنوبية. وتتميز بخصائص لغوية خاصة، كوجود أحرف غير مستخدمة في لغات سامية أخرى، مثل "الشين الجانبية" أو "السين الثالثة".

الجهود المبذولة لحماية اللغة

يعكس اهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي بحماية اللغة السقطرية إدراكه لأهميتها في الحفاظ على الهوية الجنوبية. وقد وجه اللواء عيدروس الزُبيدي الجهات المختصة لدعم توثيق اللغة وتطويرها، كجزء من التراث الثقافي الجنوبي الذي يمتد لآلاف السنين. كما تم التأكيد على اعتماد اللغتين المهرية والسقطرية بشكل رسمي في الأقاليم الجنوبية، مما يعكس حرص القيادة على حماية التنوع اللغوي.

مركز اللغة السقطرية للدراسات والبحوث

في خطوة مهمة، تم إنشاء "مركز اللغة السقطرية للدراسات والبحوث" في 9 مايو 2023، كمبادرة من النخب الثقافية والشبابية. يهدف المركز إلى توثيق اللغة وتعليمها للأجيال القادمة، ويعمل على إدراجها في المناهج الدراسية وتعزيز استخدامها في المجتمع السقطري.

رسالة الكاتب محمد بن قبلان

في سياق الاحتفال، كتب الكاتب محمد بن قبلان مقالًا يشدد فيه على أهمية هذا اليوم كفرصة لتعزيز الوعي بحماية اللغة السقطرية. حيث أكد أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي سجل ثقافي يحمل في طياته تاريخ الجزيرة وعاداتها وتقاليدها. ومن واجب الجميع المشاركة في الحفاظ عليها من خلال التوعية والتعليم.
رحلة الحب الحلقة 4

الختام

يمثل يوم اللغة السقطرية فرصة لتجديد العهد بالحفاظ على هذا الإرث اللغوي العريق، وضمان استمراريته كجزء من هوية سقطرى والجنوب. فاللغة ليست مجرد كلمات، بل هي هوية شعب، وقصة تاريخ، وروح أمة يجب أن تبقى حيّة للأجيال القادمة.

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا