-

حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة

حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة
(اخر تعديل 2025-03-13 12:52:31 )

حكم قراءة القرآن من المصحف في الصلاة

تعتبر قراءة القرآن الكريم من المصحف أثناء الصلاة، وخاصة في صلاة التراويح خلال شهر رمضان، من الأمور التي يوليها المسلمون أهمية بالغة. إذ يسعى الكثير منهم إلى قراءة أكبر عدد ممكن من الآيات في هذه المناسبة المباركة.

فتوى الأزهر حول قراءة القرآن في الصلاة

أصدرت مشيخة الأزهر الشريف فتوى رسمية توضح حكم الشرع في قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة، ما يساهم في توضيح هذا الموضوع الهام للمصلين.

موقف الشريعة من قراءة الآيات بعد الفاتحة

ذكرت الفتوى أن قراءة بعض آيات القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة تُعتبر سنة مستحبة في الركعتين الأوليين من الصلاة، وذلك بالنسبة للإمام. كما جاء في القرآن الكريم: “فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ” (المزمل: 20). وإذا لم يتم قراءة الآيات بعد سورة الفاتحة، فإن الصلاة تكون صحيحة.

الأصل في القراءة في الصلاة

الأصل في الصلاة هو أن تكون قراءة القرآن من حفظ المصلي وليس من المصحف. فقد أشار النبي محمد ﷺ إلى أن معيار الأفضلية في الإمامة هو الحفظ والإتقان للقرآن، حيث قال: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» كما ورد في صحيح البخاري.
السلة المتسخة الحلقة 41

آراء الفقهاء حول قراءة المصحف في الصلاة

تباينت آراء الفقهاء حول حكم قراءة المصلي من المصحف، حيث يرى الشافعية والحنابلة (في المعتمد) جواز قراءة القرآن من المصحف سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا. وقد استندوا في ذلك إلى ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث كانت تُؤمها خادمتها من المصحف كما ورد في حديث صحيح.

اختلاف المالكية والحنفية في هذا الشأن

على النقيض، فرَّق المالكية بين صلاة الفرض وصلاة النفل، حيث يرون كراهة قراءة المصلي من المصحف في صلاة الفرض. وفي النافلة، يُعتبر الأمر مقبولًا إذا بدأ المصلي القراءة من المصحف في بدايتها. أما الحنفية، فيرون أن قراءة القرآن من المصحف تُفسد الصلاة، وهو رأي يوافقه ابن حزم من الظاهرية، حيث يعتبرون أن حمل المصحف والنظر فيه يُعد عملًا كثيرًا.

الأفضلية في القراءة أثناء الصلاة

بناءً على ما سبق، يُستحسن للمصلي أن يقرأ القرآن من حفظه، إذ أن الله سبحانه وتعالى قد مدح المؤمنين بحفظ كتابه، كما جاء في قوله: “بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ” [العنكبوت:49]. حيث أن السنة المروية عن النبي ﷺ وأصحابه هي القراءة عن ظهر قلب.

استثناءات في حالة العجز

في حال عجز المصلي عن حفظ الآيات أو كانت القراءة طويلة، كما هو الحال في صلاة القيام، يُسمح له بقراءة القرآن من المصحف دون حرج.

انضموا إلى قناتنا الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أحدث الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا.