حكم صيام ثالث أيام عيد الفطر

مع قدوم ثالث أيام عيد الفطر، يطرح الكثيرون تساؤلات حول جواز صيام هذا اليوم. فبينما يرغب البعض في تعويض ما فاتهم من صيام رمضان، أو البدء في صيام النوافل، يتساءلون: هل يجوز صيام هذا اليوم شرعًا؟ لنستعرض سويًا الحكم في هذا الأمر.
حكم صيام ثالث أيام عيد الفطر
لقد اتفق الفقهاء على أن صيام يوم العيد، سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، محرم. فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: "نهى عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى" (رواه البخاري ومسلم). هذان اليومان هما بمثابة أعياد شرعها الإسلام لتكونا أيام فرح وسرور للمسلمين، ولا يُسمح بالصيام فيهما. ومع ذلك، فإن ثالث أيام عيد الفطر لا يعتبر يومًا محرمًا للصيام، إذ أن عيد الفطر يُعتبر يومًا واحدًا فقط، في حين يمتد عيد الأضحى لأيام عديدة تشمل أيام التشريق.
هل يجوز صيام ثالث أيام عيد الفطر؟
لا يوجد مانع شرعي من صيام اليوم الثالث بعد العيد، خاصة لمن يرغب في قضاء ما فاته من صيام رمضان، أو للبدء في صيام النوافل، مثل صيام الست من شوال، التي يُستحب صيامها لما لها من فضل عظيم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر"، وهذا ما يدفع الكثير من المسلمين لصيام هذه الأيام بدءًا من ثاني أو ثالث أيام العيد.
متى يكون الصيام مكروهًا في ثالث أيام عيد الفطر؟
رغم أن صيام ثالث أيام العيد ليس محرمًا، إلا أن بعض العلماء يرون أنه من الأفضل تأخير الصيام بعد العيد ليوم أو يومين، حتى يتسنى للناس الاستمتاع بفرحة العيد. ولكن إذا كان الشخص يقضي ما عليه من رمضان، أو ينوي صيام الست من شوال، ففي هذه الحالة لا يُعتبر صيامه مكروهًا.
يُعتبر العيد فرصة لتعزيز الفرحة والتقرب إلى الله، ولا يوجد مانع شرعي من صيام ثالث أيامه لمن يرغب في ذلك، خاصة إذا كان بنية قضاء ما فاته أو طلبًا للثواب. ولكن الأهم هو أن يحافظ المسلم على روح العيد وأهدافه، مثل صلة الرحم وإدخال السرور على النفس والآخرين.
بهار مترجم الحلقة 41