-

حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد

حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد
(اخر تعديل 2025-03-19 16:33:43 )

تعتبر زكاة الفطر من الفروض الأساسية التي أقرها الإسلام مع اقتراب عيد الفطر، حيث تهدف هذه العبادة إلى تطهير النفس من اللغو والرفث، وتقديم الطعام للمحتاجين. ولكن ماذا يحدث لو تأخر المسلم في إخراج هذه الزكاة حتى بعد صلاة العيد؟ هل تظل صحيحة أم تتحول إلى صدقة عادية لا تحتسب كزكاة فطر؟ دعونا نستكشف معًا هذا الموضوع المهم.
المشردون الحلقة 16

حكم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد

يتوجب على المسلم أن يحرص على أداء زكاة الفطر في الوقت المحدد لها، وذلك لضمان الحصول على الأجر الكامل وتفادي أي تقصير في حق الفقراء والمحتاجين. تأخير الزكاة عن وقتها المحدد قد يثير تساؤلات حول مدى قبولها.

وقت إخراج زكاة الفطر

حددت الشريعة الإسلامية الوقت المناسب لإخراج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر. فقد ورد في حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" (رواه أبو داود وابن ماجه). استنادًا إلى هذا الحديث، فإن إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد يجعلها غير محسوبة كزكاة، بل تعد صدقة عادية.

اتفق العلماء على أن الوقت المستحب لإخراج زكاة الفطر هو قبل صلاة العيد، لكنهم اختلفوا في حكم تأخيرها إلى ما بعد الصلاة.

الوقت المستحب لإخراج زكاة الفطر هو قبل صلاة العيد

آراء الفقهاء حول تأخير الزكاة

رأي جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة) يؤكد أنه لا يجوز تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد دون وجود عذر شرعي. فإذا تم التأخير عمدًا، يصبح الشخص آثمًا وتعتبر زكاته صدقة عادية. أما في حالة وجود عذر شرعي، مثل النسيان أو عدم القدرة على إخراجها في وقتها، فإن إخراجها لاحقًا يصبح مطلوبًا ولكن ليس مستحبًا.

في المقابل، يرى الحنفية أنه يجوز تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد، ولكن يفضل إخراجها قبل الصلاة. ومع ذلك، لا يعد الشخص آثمًا إذا أخرها، لكن يُنصح بعدم تأخيرها.

حالات يسمح فيها بتأخير زكاة الفطر

توجد بعض الظروف التي يمكن أن تبرر تأخير زكاة الفطر، ومن بينها:

  • عدم توفر المال في الوقت المناسب.
  • عدم العثور على مستحقين لها قبل الصلاة.
  • الاعتماد على جهة خيرية موثوقة تتولى توزيعها لاحقًا.

في هذه الحالات، يُستحب إخراج الزكاة في أقرب وقت ممكن بعد العيد لتعويض التأخير، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى من هذه العبادة النبيلة.