-

آفاق ما بعد الحرب في قطاع غزة

آفاق ما بعد الحرب في قطاع غزة
(اخر تعديل 2025-01-31 16:52:32 )

مقدمة حول الوضع في غزة

مع بدء تطبيق اتفاق غزة، تبرز أمامنا أسئلة حيوية تتعلق بمستقبل المنطقة بعد الحرب. تتنوع هذه التساؤلات من إعادة الإعمار إلى إدارة الحكم الداخلي ومستقبل الدولة الفلسطينية بشكل عام.

موقع قطاع غزة

يعتبر قطاع غزة أحد الأجزاء الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني، ويقع على البحر الأبيض المتوسط. يتميز هذا القطاع بشكله الضيق، حيث يطل شمال شرق شبه جزيرة سيناء. يعتبر غزة من بين منطقتين معزولتين، حيث لم تتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة عليهما في حرب 1948، مما جعله جزءًا من حدود فلسطين الانتدابية.
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 36

التاريخ السياسي لقطاع غزة

سُمّي القطاع بهذا الاسم نسبةً لأكبر مدنه، وهي مدينة غزة. تحده إسرائيل من الشمال والشرق، بينما تحده مصر من الجنوب الغربي. تسعى السلطة الفلسطينية منذ أكثر من 30 عامًا إلى إنشاء دولة ضمن حدود فلسطين عبر المفاوضات، وذلك في إطار حل الدولتين.

احتلال عام 1967

في حرب 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية، مما أدى إلى احتلال كافة أراضي الدولة الفلسطينية المفترضة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي 181.

صعود حماس

سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات التي أُجريت عام 2006، وذلك بعد صراع طويل مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، وخاصة تلك المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، التي تُعتبر السلطة المعترف بها عربيًا ودوليًا.

انسحاب إسرائيل من غزة

على الرغم من انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005، وتفكيك مستوطناتها، إلا أن الأمم المتحدة ما زالت تعتبر المنطقة محتلة، حيث تواصل إسرائيل السيطرة على الحدود، المجال الجوي، والمنافذ البحرية للقطاع.

الحروب المتكررة

منذ ذلك الحين، قامت إسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية متعددة في القطاع، ردًا على ما تعتبره تهديدات من حماس، حيث تحولت بعض هذه العمليات إلى حروب طويلة الأمد. كان أبرزها الحرب الأخيرة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، والتي عُرفت بـ "طوفان الأقصى"، وأسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى ودمار هائل.

الوضع الحالي لحماس والسلطة الفلسطينية

تعتبر الحرب الأخيرة الأكثر دموية في تاريخ قطاع غزة، حيث تكبدت حماس خسائر فادحة في صفوف قياداتها ومحاربيها. في هذا السياق، ترى السلطة الفلسطينية أن حماس ليست الخيار الأفضل لإدارة القطاع حاليًا، ولكنها تبقى جزءًا أساسيًا من المشهد الفلسطيني. تواجه الحركة تحديات كبيرة تتطلب منها إعادة التموضع وتأمين خطاب سياسي جديد.

التقييمات المختلفة

بينما ترى حماس أن الاتفاق الأخير يعتبر انتصارًا معنويًا، تعتبره إسرائيل مجرد ترتيبات أمنية مؤقتة. تستمر الخطط الإسرائيلية في التوسع، حيث تسعى إلى الاحتفاظ بـ 20% من مساحة غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على مناطق الضفة الغربية.

الموقف العربي والدولي

تتفق معظم الدول العربية المعنية على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية كاملة وفقًا لحدود عام 1967. ومن المهم الآن أن يكون هناك مشروع فلسطيني يعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني، ويضمن كسب ثقة المجتمع الدولي ودعمه، ليس فقط من منظور المساعدات الإنسانية، بل كدولة ذات سيادة.