تطورات سياسية في القرن الأفريقي وموانئ استراتيجية

التوترات السياسية في القرن الأفريقي

في خطوة مثيرة تعكس التوترات السياسية المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي، قامت الحكومة الصومالية بتقديم عرض للولايات المتحدة يتعلق بـ"سيطرة تشغيلية حصرية" على موانئ استراتيجية تقع في خليج عدن. تهدف هذه الخطوة إلى إعاقة أي محاولة أمريكية للاعتراف بالأقاليم الانفصالية داخل الدولة الصومالية.

رسالة الرئيس الصومالي إلى واشنطن

جاء هذا العرض من خلال رسالة رسمية بعث بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في 16 مارس. في هذه الرسالة، أبدى الرئيس الصومالي استعداده لمنح الولايات المتحدة حقوق تشغيل حصرية على "أصول ذات مواقع استراتيجية"، مشددًا على أن هذه الخطوة ستعزز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وستضمن وصولًا لوجستيًا فعالًا، مما يمنع أي قوى خارجية من تعزيز نفوذها في هذا الممر البحري الحيوي.

الموانئ المقترحة

الموانئ التي تم اقتراحها تشمل ميناء وقاعدة بربرة الجوية في أرض الصومال (صومالي لاند) وكذلك ميناء وقاعدة بوساسو الجوية في بونتلاند. ومع ذلك، فإن هذه المناطق ليست تحت سيطرة الحكومة المركزية في مقديشو، بل تُعتبر مناطق انفصالية تسعى للاعتراف الدولي باستقلالها.

استعداد الحكومة الصومالية للحوار

أكدت الحكومة الصومالية في نهاية الرسالة على استعدادها لفتح قنوات الحوار مع واشنطن حول الخطوات المقبلة، مما يبرز رغبتها في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في ظل الأوضاع الراهنة.

القلق في مقديشو

يأتي هذا التطور في وقت يشوب فيه القلق أروقة مقديشو من احتمال تغيير الولايات المتحدة لموقفها، مما قد يؤدي إلى دعم تطلعات الأقاليم الانفصالية، وهو ما يهدد وحدة الأراضي الصومالية.

أرض الصومال والطموحات الدولية

تسعى أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها من جانب واحد منذ أكثر من ثلاثة عقود، للحصول على اعتراف دولي. وتبدو إدارة ترامب الجديدة منفتحة على هذا الطرح، حيث أبدى بعض مسؤوليها اهتمامًا بدعم الاعتراف بهذه المنطقة، مما قد يمنح واشنطن موطئ قدم استخباراتي وعسكري مهم في هذه المنطقة المضطربة.

القلق من النفوذ الصيني

في يناير الماضي، دعت لجنة فرعية في الكونغرس الأمريكي المعنية بمراقبة النفوذ الصيني وزارة الخارجية إلى فتح مكتب تمثيلي في أرض الصومال، وهو ما أثار مخاوف مقديشو من إمكانية حدوث تحول في السياسة الأمريكية تجاه الملف الصومالي.

أهمية ميناء بربرة

يعتبر ميناء بربرة وقاعدته الجوية من المواقع الاستراتيجية الهامة، حيث يمكن استخدامها لمراقبة تحركات الأسلحة ومواجهة التهديدات التي يشكلها الحوثيون ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. وقد سبق لأرض الصومال أن عرضت على الولايات المتحدة إمكانية استخدام الميناء مقابل الاعتراف بها كدولة مستقلة في عام 2022.

سباق السيطرة على الموانئ

يكشف هذا العرض الصومالي عن سباق محموم للسيطرة على الموانئ والممرات البحرية في منطقة القرن الأفريقي، وسط تنافس دولي متزايد على النفوذ في هذه البقعة الجيوسياسية الحساسة.