-

ثورة 14 أكتوبر: صمود الجنوبيين في وجه الاستعمار

ثورة 14 أكتوبر: صمود الجنوبيين في وجه الاستعمار
(اخر تعديل 2024-10-14 10:09:38 )

ثورة 14 أكتوبر: تاريخ من النضال الجنوبي

في قلب الجنوب اليمني، يشهد التاريخ على مقاومة الشعب الجنوبي للظلم والطغيان الذي تعرض له خلال فترة الاستعمار البريطاني. كان ذلك واضحًا في حديث المحلل السياسي الدكتور حسين لشعن، الذي أشار إلى أن الشعب الجنوبي لم يستسلم أبدًا، بل قاوم بشجاعة حتى اندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة.

انطلاق الثورة من جبال ردفان

في عام 1963، انطلقت شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشامخة، تحت قيادة الشهيد راجح غالب لبوزة. هذا القائد أصبح رمزًا للتضحية والفداء في سبيل التحرر الوطني. ففي بداية أكتوبر، شهدت المنطقة مواجهات مسلحة بين القوات الاستعمارية البريطانية والثوار بقيادة لبوزة، حيث قاد عمليات هجومية جريئة ضد الاحتلال، مما أشعل الثورة في كافة أنحاء الجنوب.

انتشار الثورة وتواصل النضال

مع استشهاد لبوزة في 14 أكتوبر 1963، انتشر لهيب الثورة سريعًا من ردفان إلى باقي المناطق الجنوبية. التحمت القبائل والجماهير مع الثوار في معركة ضد الاستعمار. خلال السنوات الأربع التالية، استمرت المواجهات المسلحة بين الثوار وقوات الاحتلال، في معارك امتدت من الجبال إلى المدن والقرى.

دعم عربي وطني

كانت الثورة الجنوبية جزءًا من موجة التحرر الوطني في العالم العربي، حيث حصلت على دعم كبير من دول عربية، وعلى رأسها مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. هذا الدعم لعب دورًا محوريًا في تقوية الحركة الوطنية الجنوبية وتعزيز الكفاح المسلح.

التنظيم والدقة في الحركة الوطنية

كان للتنظيم الدقيق للحركة الوطنية الجنوبية، وخصوصًا "الجبهة القومية لتحرير الجنوب"، دور كبير في استمرارية الثورة وتطورها. استطاعت الجبهة تنظيم صفوفها بشكل محكم، وتوجيه العمليات العسكرية والسياسية بما يضمن استمرار الزخم الثوري وتوسيع نطاق المواجهة مع قوات الاحتلال.

استراتيجيات الثوار وعملياتهم الفدائية

فشلت قوات الاحتلال البريطانية في احتواء الثورة، حيث انتشر الكفاح المسلح ليشمل أكثر من 15 جبهة قتال. استخدم الثوار أساليب متنوعة في القتال، بدءًا من الكمائن الصغيرة إلى الهجمات الكبيرة على معسكرات الاستعمار. في منتصف عام 1964، بدأ العمل الفدائي في العاصمة عدن، حيث نفذ الفدائيون عمليات نوعية استهدفت المواقع العسكرية البريطانية.

تصاعد الكفاح في عدن

في عام 1966، تصاعدت المواجهات في عدن، وتحول الكفاح الفدائي إلى مواجهة مباشرة مع المستعمر. نفذت عمليات عسكرية جريئة ضد الدوريات البريطانية، باستخدام الأسلحة الثقيلة، مما زاد من استنزاف القوات الاستعمارية.
أمنية وإن تحققت الحلقة 430

المعركة الحاسمة في كريتر

أحد أبرز المحطات كانت في يونيو 1967، عندما تمكن الثوار من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين. هذه السيطرة كانت ضربة معنوية قوية للاستعمار البريطاني، وأثبتت قدرة الثورة على تحقيق الانتصارات.

التحدي والاستمرار

على الرغم من محاولات بريطانيا لقمع الثورة بكل الوسائل، بما في ذلك الغارات الجوية، إلا أن الثورة لم تضعف. بالعكس، زادت الهجمات الاستعمارية من عزيمة الثوار وأثرت في استقطاب المزيد من المتطوعين.

نهاية الاحتلال وبداية الاستقلال

تُوجت الثورة بالنصر في 30 نوفمبر 1967، عندما انسحبت قوات الاحتلال البريطانية من عدن، مُنهيةً بذلك أكثر من 129 عامًا من الاحتلال. كان هذا النصر تجسيدًا لإرادة الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال.

دروس مستفادة من الثورة

ثورة 14 أكتوبر ليست مجرد حركة تحررية عابرة، بل حدث تاريخي عظيم أثبت أن التلاحم الشعبي والكفاح المسلح قادران على تحقيق الاستقلال. الأجيال الحالية تحتاج إلى دراسة هذه الثورة بعمق، لاستخلاص الدروس والعبر من نضالات الجيل الذي ضحى في سبيل الحرية.

لمشاهدة المقابلة هنا

انضموا لقناة الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا