مازن الحمادة: رمز المعاناة السورية
مازن الحمادة: رمز المعاناة السورية
كان مازن الحمادة، الناشط السوري الشجاع، تجسيدًا لقسوة نظام بشار الأسد، فقد عُثر على جثته في سجن صيدنايا يوم الثلاثاء، حيث كان يبلغ من العمر 47 عامًا. في تلك اللحظة الأليمة، وُجدت جثته مع 40 سجينًا آخرين، جميعهم ملفوفون بملاءات ملطخة بالدماء، مما يدل على فظائع أُرتكبت في الساعات الأخيرة من حكم الأسد.
جنازة الأبطال
على الرغم من أنه لم يعش ليرى سقوط الدكتاتور، إلا أن مازن ترك وراءه علامات جديدة من التعذيب على جسده ووجهه المتجمد من الألم. وفي يوم الخميس، أقيمت له جنازة الأبطال، حيث هتف الحشد "شعب سوريا يريد إعدام الأسد" بينما كانوا يحملون نعشه عبر شوارع دمشق، ملوحين بعلم المعارضة السورية الذي يحمل النجوم الثلاث.
رحلة الفرار من الجحيم
هُرب مازن إلى أوروبا في عام 2014 بعد أن عاش أهوالًا لا يمكن تصورها داخل نظام السجون الوحشي. هناك، بدأ يروي قصته ويعيد إحياء التعذيب الذي تعرض له من أجل نشر الوعي ودعم حقوق الإنسان، حيث تعاون مع العديد من المحامين والمنظمات الدولية والمصورين الوثائقيين.
صورة المعاناة
أصبح وجه مازن، بملامحه المسكونة وعينيه الواسعتين، رمزًا للمعاناة التي يتحملها عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون السورية. كانت جنازته هي المرة الأولى التي يتجمع فيها عدد كبير من المدنيين في العاصمة، رغم الخوف الذي كان يسيطر عليهم بعد انهيار النظام والتهديدات المستمرة.
خيبة الأمل والعودة إلى الوطن
بالنسبة لمازن، كانت خيبته في المجتمع الغربي تفوق خوفه من الأسد، وقد قادته هذه المشاعر إلى العودة إلى سوريا في عام 2020. وعلى الرغم من أن أسباب عودته لا تزال غامضة، فقد أشار المعزون إلى أنه تعرض للتهديد من قبل النظام ليعود إلى الوطن من أجل حماية عائلته. وقد كتب إلى أخته قائلًا: "أريد أن أعرض نفسي لوقف إراقة الدماء التي تحدث".
الصراع الداخلي
معاذ مصطفى، من مجموعة الدفاع عن الطوارئ السورية، الذي عمل مع مازن عن كثب، وصف عودة صديقه بأنها كانت مدفوعة برغبة قوية للتغيير. قال مصطفى: "لقد روى قصته للعالم ولم يفعل أحد شيئًا حيال ذلك"، مما يعكس خيبة أمل مازن في عدم اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث في سوريا.
ست شباب الحلقة 13
اللحظات الأخيرة
في النهاية، تدهورت صحة مازن العقلية، واستغلته خلية مؤيدة للنظام في برلين، حيث كان يعيش مع ابن أخيه. أعطوه المخدرات وجواز سفر سوري جديد، مما جعله يعتقد أنه يمكنه العودة إلى الوطن بأمان. وآخر مرة شوهد فيها كانت في مطار برلين مع امرأة من السفارة السورية.
فقدان الأمل
قال مصطفى: "مازن كان من عائلتي، وقد قتلوه في الدقائق الأخيرة ولم نتمكن من إنقاذه". قصة مازن ليست فقط قصته، بل هي أيضًا قصة العديد من العائلات السورية التي فقدت أحباءها في هذه الحرب. بينما تمكنت عائلته من العثور على جثته وزيارة قبره، ليس كل السوريين يحظون بهذه الرفاهية.