الشهداء في الجنوب: رمز النضال والتضحية

الشهداء في الجنوب: رمز النضال والتضحية

في سياق الأحداث السياسية المتوترة في جنوب اليمن، أكد المحلل السياسي عبدالله المركدة في حديثه لقناة عدن المستقلة أن القوى اليمنية في الحكومة تقدم تسهيلات للحوثيين، مما يؤدي إلى تعقيد الأوضاع واستقرار المنطقة الجنوبية. وتظل تضحيات الشهداء والجرحى في الجنوب بمثابة منارة مضيئة للأجيال القادمة، ترشدهم نحو مواصلة مسيرة الثورة التي تهدف إلى بناء دولة جنوبية مستقلة، تضمن العدالة والرخاء لجميع أبنائها. إن دماء الشهداء لن تذهب سدى، بل ستظل الأساس الذي يبنى عليه مستقبل مشرق يستعيد للجنوب مكانته ويحقق له استقلاله وسيادته الكاملة.

بدايات النضال الجنوبي

تاريخ النضال الجنوبي يمتد إلى فترة الاحتلال البريطاني الذي استمر لأكثر من 129 عامًا. في عام 1963، اندلعت ثورة 14 أكتوبر المجيدة، والتي كانت نقطة انطلاق هامة لثورة الجنوب، سواء السلمية أو المسلحة، ضد الاحتلال البريطاني. قاد الثوار الأحرار من أبناء الجنوب هذه الثورة، ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم واستقلاله، حتى تمكن الجنوب في 30 نوفمبر 1967 من تحقيق استقلاله الوطني وتأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

تحولات بعد الاستقلال

عقب الاستقلال، شهدت العقود التالية تحولات سياسية وعسكرية كبيرة. إلا أن مؤامرات الاحتلال اليمني في عام 1990 جلبت معها مآسي عديدة، حيث أقدمت حكومة ما يسمى بدولة الوحدة في 22 مايو 1990 على إلحاق دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالجمهورية العربية اليمنية. هذا الأمر أدى إلى فرض الاحتلال اليمني بالقوة، مما حرم أبناء الجنوب من أبسط حقوقهم.

حرب صيف 1994

في صيف عام 1994، شنت القوات اليمنية حربًا غاشمة ضد الجنوب، ارتكبت خلالها أبشع المذابح بحق أبناء الجنوب، حيث تعرضت المدن والمؤسسات للتدمير الممنهج، وتم النهب الممنهج للثروات الجنوبية. وعلى الرغم من احتلال الجنوب بالكامل، لم تتوقف المقاومة الجنوبية، بل تأسست حركات ثورية حتى عام 2007، حيث بدأت الثورة السلمية المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب.

استمرار النضال الجنوبي

اليوم، في ظل الظروف المعقدة، يواصل أبناء الجنوب نضالهم لتحقيق أهدافهم الوطنية. مع اندلاع الحرب في عام 2015، حاولت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران غزو الجنوب مرة أخرى، لكن المقاومة الجنوبية خاضت معارك شرسة ضد تلك القوات. قدم الجنوبيون قوافل من التضحيات في سبيل تحرير أراضيهم، مما ساهم في هزيمة المشروع الإيراني.

ذكرى يوم الشهيد الجنوبي

تأتي ذكرى يوم الشهيد الجنوبي لتكون رمزًا لنضال أبناء الجنوب ضد الهيمنة اليمنية ومشاريع السيطرة الإيرانية. إن دماء الشهداء تظل خالدة في ذاكرة كل جنوبي، واحتفالنا بذكرى هؤلاء الشهداء يمثل التزامنا بمواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية في الحرية والاستقلال.

انضموا لقناة الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا