-

الهجوم الإسرائيلي على إيران: تحليل وتداعيات

الهجوم الإسرائيلي على إيران: تحليل وتداعيات
(اخر تعديل 2024-10-27 14:09:31 )

في صباح يوم السبت، نفذت إسرائيل هجومًا جوياً على إيران، حيث اعتبر هذا الهجوم ناجحًا من الناحية العملياتية. ومع ذلك، يُعتقد أن لهذا الهجوم عواقب وخيمة قد تؤثر على قدرات طهران الصاروخية الباليستية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستتجه نحو تنفيذ هجوم ثالث على إسرائيل في المستقبل القريب، كما أوردت صحيفة "جيروزاليم بوست".
السلة المتسخة الحلقة 39

رغم النجاح المرحلي الذي حققته إسرائيل، قد تكون هذه العملية قد أهدرت فرصة كبيرة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني بشكل فعّال. حيث كان هناك ضغط أمريكي ملحوظ لعدم استهداف البرنامج النووي الإيراني، مما يعكس أهمية هذا الملف في العلاقات الدولية.

الضغط الأمريكي والمخاطر المحتملة

كانت هناك "جزرة" أمريكية تتمثل في تقديم صواريخ THAAD لإسرائيل، بينما كانت التهديدات من إدارة بايدن واضحة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يعكس القلق من تفاقم الوضع في المنطقة. هذه الضغوط جعلت من الصعب على إسرائيل اتخاذ قرار هجومي ضد البرنامج النووي الإيراني.

لا يوجد ضمان بأن الهجوم الإسرائيلي كان سيتسبب في توقف دائم لطموحات إيران النووية، بل على العكس، قد يحفز هذا الهجوم طهران على تكثيف جهودها للحصول على سلاح نووي، في محاولة لتحقيق "الحصانة" من الهجمات الإسرائيلية المستقبلية.

فرصة ضائعة لتقويض البرنامج النووي

على الرغم من كل هذه العوامل، كانت هذه العملية بمثابة أفضل فرصة أمام إسرائيل حتى الآن لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، وقد لا تتكرر مثل هذه الفرصة في المستقبل.

المخاطر والمكافآت: تحليل الوضع الراهن

تشير التحليلات إلى أن توجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني قد يكون له تأثير كبير، حيث يمكن أن يعيد البرنامج إلى الوراء لسنوات. ومع ذلك، ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن إيران تمتلك القدرة على إعادة بناء برنامجها النووي، ولا يمكن تدمير المعرفة العلمية التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية.

إمكانية تدمير المنشآت النووية

يقول بعض الخبراء إن البرنامج النووي الإيراني منتشر على نطاق واسع، مما يصعب مهمة تدميره بشكل كامل. لكن يمكن لإسرائيل أن تستهدف المنشآت بطريقة تجعلها غير قابلة للاستخدام، مثل ما يمكن أن يحدث مع منشأة فوردو النووية.

إذا استمرت إيران في جهودها لإعادة بناء برنامجها النووي، فقد تضطر إسرائيل إلى توجيه ضربات جديدة في المستقبل.

استراتيجية طويلة الأمد

يتطلب الحل اعتماد استراتيجية مستدامة لمواجهة التهديدات النووية، بدلاً من الاعتماد على العمليات العسكرية المتكررة. في النهاية، قد يتوصل خامنئي إلى استنتاج مفاده أن الطموحات النووية أصبحت أكثر إزعاجًا مما تستحق، لكن حتى الآن، تمكنت إيران من مواجهة الضغوط دون فقدان جزء كبير من قدراتها النووية.

في ظل هذه الظروف، نأمل أن تكون الضربات المتكررة كافية لردع إيران عن محاولة عبور العتبة النووية، ولكن يبدو أن إسرائيل قد أهدرت فرصة معالجة التهديد النووي بشكل مباشر، مما يجعلها تعتمد على الأمل في نتائج غير مضمونة.