أمراض المناعة وتأثيرها على تساقط الشعر

يعتبر تساقط الشعر من المشكلات الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص، وقد يكون سببها حالات طبية مختلفة، ومن بين هذه الحالات، تلعب الأمراض المناعية الذاتية دورًا محوريًا في حدوث هذه الظاهرة. إذ يحدث تساقط الشعر نتيجة لتفاعل غير طبيعي بين الجهاز المناعي والجسم، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجته السليمة، بما في ذلك بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى فقدان الشعر بشكل غير طبيعي. في هذا المقال، سنستعرض بعض الأمراض المناعية التي تؤثر على صحة الشعر.

أمراض مناعية تسبب تساقط الشعر

تتعدد الأمراض المناعية التي تؤدي إلى تساقط الشعر، وتحدث هذه الحالات عندما يخطئ الجهاز المناعي في تحديد الأنسجة السليمة ويبدأ في مهاجمتها. يمكن أن تؤدي هذه الاستجابة الخاطئة إلى التهاب وتلف في الأنسجة، مما يؤثر على العديد من الأعضاء، بما في ذلك بصيلات الشعر. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لهذه الأمراض غير معروفة تمامًا، إلا أنه يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا في ظهورها.

الثعلبة

تُعتبر الثعلبة البقعية أحد أبرز الأمراض المناعية التي تسبب تساقط الشعر. حيث يستهدف الجهاز المناعي بصيلات الشعر ويعتبرها أعداء، مما يؤدي إلى استجابة التهابية تؤدي إلى تلف هذه البصيلات. وفقًا للأبحاث، يمكن أن يتسبب هذا الالتهاب في تساقط الشعر في مناطق محددة من الجسم، مثل فروة الرأس أو اللحية أو الحاجبين. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون مؤلمة نفسيًا، إلا أنها غالبًا ما تتعافى بشكل تلقائي أو من خلال العلاجات المناسبة، وقد يعود الشعر للنمو مرة أخرى، رغم أن لونه أو ملمسه قد يختلف.

الذئبة

تُعتبر الذئبة الحمامية الجهازية من الأمراض المناعية التي تؤثر أيضًا على تساقط الشعر. حيث يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر، مما يتسبب في التهاب يؤثر على دورة نمو الشعر الطبيعية. ونتيجة لذلك، يمكن أن يعاني الشخص من ترقق الشعر أو تساقطه بشكل غير متساوٍ. وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي الآفات الجلدية إلى تلف دائم في بصيلات الشعر، مما يجعل من الصعب إعادة نمو الشعر.

اضطرابات الغدة الدرقية

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك نمو الشعر. عندما يحدث خلل في وظيفة الغدة الدرقية، سواء كان ذلك بسبب الإفراز المفرط أو القليل من الهرمونات، يمكن أن يتأثر نمو الشعر بشكل كبير. غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمثل هذه الاضطرابات من شعر جاف وهش، بالإضافة إلى تساقط متزايد.

التهاب المفاصل الروماتويدي

يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي أحد الأمراض المناعية التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر. ورغم أن الآلية الدقيقة وراء هذا التأثير لا تزال قيد البحث، إلا أنه يُعتقد أن الالتهابات المزمنة الناتجة عن هذا المرض تؤثر على بصيلات الشعر. هذه الالتهابات يمكن أن تسبب تلفًا لبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ترقق الشعر وتكسره.
أنا بنت أبي الحلقة 207