فيفا يحقق في شكوى فلسطين حول النشاط الكروي

في خطوة تعكس اهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالقضايا الإنسانية والمشكلات المتعلقة بالنشاط الرياضي، قرر الفيفا الاستجابة للشكوى التي تقدم بها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والتي تطالب بتجميد النشاط الكروي في إسرائيل. هذه القضية تفتح أبواب الحوار حول التمييز والانتهاكات المرتبطة بالصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط.

تفاصيل الشكوى الفلسطينية

أعلن الفيفا يوم الخميس أنه سيطلب من لجنة الانضباط التابعة له النظر في مزاعم التمييز التي أثارها الاتحاد الفلسطيني، والتي ترتبط بالحرب في غزة. وقد تقدم الاتحاد الفلسطيني بطلبه في مايو الماضي، مدعيًا أن نظيره الإسرائيلي يتواطأ مع الحكومة الإسرائيلية في انتهاك القانون الدولي، ويمارس التمييز ضد اللاعبين العرب. كما اتهم الاتحاد الإسرائيلي بإدراج أندية تقع مقراتها في الأراضي الفلسطينية ضمن الدوري الإسرائيلي.

ردود الفعل على الاتهامات

بينما رفض الاتحاد الإسرائيلي هذه الاتهامات، أصدر الفيفا تعليمات بإجراء تقييم قانوني شامل. وفي بيان رسمي، أشار الفيفا إلى أن لجنة الانضباط ستكون مسؤولة عن بدء التحقيق في مزاعم التمييز، كما سيتم التحقيق في مشاركة الأندية الفلسطينية في الدوري الإسرائيلي.

ترحيب فلسطيني بالخطوة

رحب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بقرار الفيفا، حيث اعتبره خطوة إيجابية نحو اتخاذ إجراءات قانونية مناسبة لمعالجة الانتهاكات الجسيمة لأهداف الفيفا القانونية وحقوق الإنسان. وأكد على ثقته في شرعية مطالبه وأهمية العملية القضائية في تقديم حل عادل.

انتهاكات قانونية محتملة

في سياق متصل، أفادت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المعينين من قبل الأمم المتحدة أنه تم تحديد ثماني أندية على الأقل تلعب في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة. وشددت المجموعة على أن هذا الدمج مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي يمثل اعترافًا بقانونية الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

آثار النزاع على اللاعبين

أشار الاتحاد الفلسطيني إلى أن الحرب أسفرت عن مقتل 92 لاعبًا فلسطينيًا غير محترف، ودمرت بنية تحتية لكرة القدم، مما أدى إلى توقف مسابقات الدوري. كما اضطر المنتخب الفلسطيني لخوض مبارياته في تصفيات كأس العالم خارج أراضيه، وهو ما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بالرياضة الفلسطينية.

دعوات للفيفا

في طلبه، دعا الاتحاد الفلسطيني الفيفا إلى اتخاذ "العقوبات المناسبة" ضد الفرق الإسرائيلية، بما في ذلك المنتخب والأندية. وفي تعليقه على الوضع، عبر رئيس الفيفا جياني إنفانتينو عن قلقه العميق إزاء العنف المستمر في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة السلام كأولوية قصوى.

في الختام، أكد إنفانتينو أن الفيفا يشعر بصدمة كبيرة مما يحدث، وأن أفكاره مع من يعانون. ودعا جميع الأطراف إلى استعادة السلام في المنطقة في أسرع وقت ممكن.