العواطف وتأثيرها على الصحة العامة

مع اقتراب موعد عيد الحب العالمي، يبرز سؤال مهم: كيف تؤثر العواطف على صحتنا؟ وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس، تُعرَف المشاعر بأنها ردود فعل ذهنية ذات طابع شخصي، تتضمن أيضًا استجابات سلوكية وجسدية. وهذا يعني أن العواطف ليست مجرد أحاسيس عابرة، بل تؤثر بشكل مباشر على صحتنا العقلية والجسدية.
تصنيف المشاعر وتأثيرها
قبل أن نتناول كيف تؤثر المشاعر على الصحة، يجب علينا فهم تصنيفها. تنقسم المشاعر إلى نوعين رئيسيين: المشاعر الأساسية والمشاعر المعقدة. المشاعر الأساسية هي تلك التي تظهر بشكل تلقائي ومباشر، مثل:
- المرح
- الحزن
- الاشمئزاز
- الخوف
- المفاجأة
- الغضب
أما المشاعر المعقدة، فهي تتشكل من مزيج من عاطفتين أو أكثر، مثل الكراهية التي قد تكون مزيجًا من الغيرة والغضب والاشمئزاز. ومن أبرز هذه المشاعر:
- الحزن
- الحسد
- الندم
- الحب
- الإحراج
- الغيرة
- الشعور بالذنب
- الفخر
- القلق
تأثير العواطف على الصحة الجسدية
لقد أظهرت الأبحاث وجود علاقة مثيرة بين المشاعر الإيجابية والصحة البدنية. الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للحياة غالبًا ما يتمتعون بصحة أفضل، حيث تنخفض لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، لا يزال الباحثون غير متأكدين مما إذا كانت المشاعر الإيجابية تؤدي إلى صحة أفضل أو إذا كانت الصحة الجيدة تؤدي إلى مشاعر إيجابية. يعتقد الخبراء أن هناك تفاعلًا معقدًا بين العوامل المختلفة. كما أن هناك دلائل تشير إلى أن المشاعر الإيجابية يمكن أن تعزز من عملية التعافي عند الإصابة بالمرض.
في إحدى الدراسات، ثبت أن وجود نظرة إيجابية يعزز من سرعة التعافي، بل وقد يؤثر أيضًا على معدلات البقاء على قيد الحياة. بالمقابل، ارتبطت المشاعر السلبية بتأثيرات صحية سلبية طويلة الأمد، حيث يعاني الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في إدارة مشاعرهم من مخاطر أكبر للإصابة بأمراض مزمنة وزيادة خطر الوفاة المبكرة.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31
تأثير العواطف على الدماغ
- تعزز المشاعر الإيجابية مثل الفرح والحب إفراز مواد كيميائية مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يدعم المناعة ويقلل الالتهابات المزمنة.
- تعمل المشاعر الإيجابية على تحسين تدفق الدم وتوازن ضغط الدم، كما أن الاسترخاء يعزز من امتصاص العناصر الغذائية ووظيفة الجهاز الهضمي.
- تسهم العواطف الإيجابية في تحفيز إنتاج الخلايا العصبية الجديدة، مما يحسن القدرة على حل المشكلات والإبداع.
- يمكن أن تساعد تقنيات التأمل والاسترخاء في تخفيف الألم من خلال تحفيز إفراز مسكنات الألم الطبيعية مثل الإندورفين.
- تشجع مشاعر السعادة والرضا على اتخاذ خيارات صحية مثل ممارسة النشاط البدني والتغذية المتوازنة.
- أخيرًا، وفقًا لبعض الدراسات الطبية، فإن الشعور بالوحدة العاطفية قد يعادل تأثير تدخين 15 سيجارة يوميًا على معدل الوفيات.