الإمساك المزمن: الأسباب والعلاج
يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلة الإمساك المزمن، وهي حالة تحدث عندما تكون حركات الأمعاء صعبة أو غير متكررة، مما يؤدي إلى براز متكتل أو صلب. ويشعر المصاب باضطراب في القدرة على تفريغ الأمعاء بشكل كامل. وفي الكثير من الأحيان، يُعتبر الإمساك علامة على وجود أقل من ثلاث حركات أمعاء في الأسبوع. إن فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات فعالة نحو تحسين الصحة العامة.
العبقري مدبلج الحلقة 76
أسباب الإمساك المزمن
تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالإمساك المزمن، وغالبًا ما تكون مرتبطة بنمط حياة غير صحي. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى هذه الحالة:
النظام الغذائي
يعتبر النظام الغذائي من العوامل الأساسية للإصابة بالإمساك. فعدم تناول كمية كافية من الألياف يمكن أن يؤثر سلبًا على حركة الأمعاء، حيث تُساعد الألياف في تعزيز سرعة تحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي. عادةً ما تكون الأطعمة المصنعة، مثل الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة، منخفضة الألياف، بينما تحتوي الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات والفواكه على كميات وفيرة من الألياف. لذا، يُوصى بتناول ما بين 20 إلى 30 جرامًا من الألياف يوميًا، مع شرب 6 إلى 8 أكواب من الماء لتعزيز فعالية الألياف في الجسم.
نمط الحياة
تلعب عادات نمط الحياة دورًا كبيرًا في الإصابة بالإمساك. فقلة النشاط البدني يمكن أن تزيد من الشعور بالانتفاخ، حيث يستجيب القولون لحركات الجسم. غالبًا ما يعاني الأشخاص غير النشطين، خاصة بعد المرض أو الجراحة، من صعوبة في حركات الأمعاء بسبب قلة التمارين. كما أن قلة النوم قد تسهم أيضًا في تفاقم المشكلة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون سبع ساعات يوميًا يكون لديهم خطر أقل للإصابة بالإمساك المزمن.
تجاهل نداء الطبيعة
قد يؤدي تجاهل الرغبة الطبيعية في الذهاب إلى الحمام إلى تفاقم الإمساك. فعندما يُحبس البراز، يتوقف الأشخاص عن الشعور بالحاجة للذهاب، مما يجعل الجسم أقل حساسية للإشارات الطبيعية. كما أن حبس حركة الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى تصلب البراز. لذا، يُفضل الذهاب إلى الحمام عند الشعور بحركة الأمعاء.
العمر
مع تقدم العمر، قد يزداد خطر الإصابة بالإمساك بسبب ضعف عضلات الجهاز الهضمي، مما يجعل من الصعب دفع البراز. كما أن كبار السن غالبًا ما يكونون أقل نشاطًا، وقد يعانون من حالات صحية مزمنة ويتناولون أدوية تؤدي إلى ظهور أعراض الإمساك.
الحمل
تُعتبر مشكلة الإمساك شائعة أثناء الحمل، حيث تشير الدراسات إلى أن ما بين 11% و38% من النساء الحوامل يعانين من هذه الحالة. يعود جزء من السبب إلى زيادة إنتاج هرمون البروجسترون الذي يُسبب استرخاء الأمعاء، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزن الزائد للجنين قد يُحدث ضغطًا إضافيًا على الأمعاء.
التوتر والقلق
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإمساك. في إحدى الدراسات، وُجد أن المرضى الذين يعانون من الإمساك كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المزاج أو القلق بنسبة تصل إلى 14 مرة. وعلى الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق لهذا الارتباط، يعتقد الباحثون أن التوتر يُؤدي إلى إفراز هرمونات تعيق عملية الهضم.
حالات مرضية
بجانب الأسباب الناتجة عن نمط الحياة، قد تشمل بعض الحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالإمساك ما يلي:
- الالتصاقات: أنسجة ندبية من عمليات جراحية سابقة.
- مرض السكري: عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل صحيح، مما يسبب اختلال توازن السكر في الدم.
- بطانة الرحم: حالة تنمو فيها بطانة الرحم خارج الرحم وتسبب الإمساك للنساء.
- قصور الغدة الدرقية: عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات.
- متلازمة القولون العصبي (IBS): حالة تسبب الألم والانتفاخ والإمساك.
- التصلب المتعدد (MS): مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
- مرض باركنسون: اضطراب عصبي يؤثر على الحركة ويسبب الإمساك.
- أمراض الكلى وضعف عضلات قاع الحوض.